.. وبدأت اعتقالات الصحافيين المصريين في التظاهرات

المدن - ميديا
السبت   2019/09/21
ألقت قوات الأمن المصرية، القبض على الصحافي المصري إيهاب محمد الحسيني أثناء تصويره احتجاجات اندلعت في مدينة المحلة، طالبت برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي.


وقال محامي "المفوضية المصرية للحقوق والحريات"، وهي منظمة مجتمع مدني مصرية، أن قوات الأمن ألقت القبض على الحسيني، في وقت خرج فيه الآلاف من الشعب المصري مساء الجمعة، في مظاهرات غاضبة، استجابة لدعوات التظاهر للمطالبة برحيل السيسي.

وقالت وسائل إعلام مصرية أنه تم اعتقال 45 شخصاً في مختلف المحافظات المصرية، حسب المركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية.من بينهم  سارة عبدالناصر محمد إسماعيل (27 عاماً)، أثناء تصويرها المظاهرات في ميدان التحرير، وتم اعتقال عبدالله أمين شداد، وعمرو أمين شداد، وسط القاهرة وآخرين، أيضاً بسبب تصويرهم للمظاهرات اندلعت بشارع باب اللوق بوسط القاهرة.

إلى ذلك تداول معلقون في مواقع التواصل الاجتماعي أنباء عن اعتقال شيماء عبد العزيز والشاب مصطفى محمود أبو المجد من ميدان التحرير وقالوا أنه قام بعمل بث مباشر من داخل سيارة الترحيلات والتى كان بها عدد من المعتقلين ولا يعلم مصيرهم حتى الآن.

وتزايدت الدعوات للتظاهر عقب انتهاء قمة كأس السوبر لكرة القدم بين فريقي الأهلي والزمالك، والتي أطلقها المقاول ورجل الأعمال محمد علي، احتجاجاً على الفساد في بناء القصور الرئاسية، والذي كشف عنه في سلسلة مقاطع فيديو خلال الأيام الماضية. وأظهرت مقاطع فيديو في "فايسبوك" تمزيق صور للسيسي في القاهرة.



في ضوء ذلك، دعت منظمة "هيومن رايتس ووتش" السلطات المصرية إلى ضمان حق المواطنين في الاحتجاج السلمي وفقا لمقتضيات القانون الدولي.

وقالت المنظمة في بيان، أن الأجهزة الأمنية التابعة للرئيس السيسي استخدمت مرة أخرى العنف الوحشي ضد المتظاهرين السلميين، ويجب عليها أن تدرك أن العالم يراقب ويتخذ جميع الخطوات الضرورية لتجنب تكرار الفظائع السابقة. مطالبةً السلطات بالإفراج الفوري عمن تم اعتقالهم فقط لمجرد تعبيرهم عن حقوقهم.

وتأتي الاعتقالات لأشخاص يصورون التظاهرات، في وقت يقوم فيه الإعلام المصري التقليدي بتعتيم شبه كلي على التظاهرات، حيث عرض التلفزيون المصري الرسمي فيلماً تسجيلياً عن أنشطة وزير الدفاع الفريق محمد زكي، بينما استمرّت باقي القنوات الفضائية الخاصة، بنفي وجود تظاهرات، عارضة مشاهد لميدان التحرير فارغاً، في وقت كانت فيديوهات الاحتجاجات تملأ مواقع التواصل الاجتماعي.

وبرز الإعلامي المصري المقرب من السلطات، عمرو أديب، على قناة "أم بي سي مصر" في برنامجه "الحكاية"، الذي خصص حلقته، الجمعة، لتكذيب المظاهرات والهجوم على شبكة "الجزيرة"، قبل أن يقول أنه سيخرج في فاصل إعلاني ثم العودة لاستكمال قراءة المشهد الاحتجاجي في مصر، لكنه خرج ولم يعد، وانتهى البرنامج، فيما قال معلقون أنه تلقى تعليمات من المخابرات المصرية بوقف الحلقة.

وكانت أكثر المشاهد هزلية، قول وسائل إعلام مصرية أن المظاهرات قديمة وتستخدمها قنوات خارجية من العام 2011 من أجل إثارة البلبلة، ليرد معلقون بأن المتظاهرين في العام 2011 لم يهتفوا "ارحل يا سيسي" الذي لم يكن موجوداً أصلاً ضمن المشهد السياسي للبلاد حينها.