طائرتا #الضاحيه_الجنوبيه .. اللغز الأمني

المدن - ميديا
الأحد   2019/08/25


حجم التضارب في المعلومات التي سيطرت على الفضاء الالكتروني منذ ليل السبت – الاحد، تشير بما لا يحمل الشك الى ان هناك لغزاً لم يستطع أحد حله حتى الآن.

اسرائيل صامتة، باستثناء طائراتها التي تجوب الاجواء منذ الليل، وحزب الله ينفي اسقاط الطائرة، ويؤكد الحادثة، بينما أصدر الجيش اللبناني بياناً مقتضباً يؤكد نتيجة الحادث، وليس كيفية وقوعه. 

منذ الليل، تنوعت المعلومات وتضاربت في مواقع التواصل الاجتماعي بين انفجار صهريج، وانفجار اطار شاحنة، وانفجار طائرة مسيرة يسيرها مواطن لبناني واصطدمت بأحد الابنية. سرعان ما تغير الخبر، وجرى التأكيد ان الطائرة اسرائيلية. كل تلك المعطيات جرى تناقلها في تطبيق واتسآب، وخرجت في تويتر وفايسبوك. حتى وسائل الاعلام التقليدي لم تمتلك المعلومات الحاسمة. 

لم يتعامل حزب الله مباشرة مع الحادث اعلامياً، كذلك السلطات اللبنانية. حتى العاشرة من صباح الاحد، كانت كل المعلومات مستقاة من مصادر غير موثّقة، ومن تحليلات. جزم الحزب بأنه ليس مسؤولاً عن اسقاط الطائرة، لكنه في الواقع لم يبدد الاسئلة السابقة، كونه ترك المجال مفتوحاً أمام التقديرات حتى بعد الظهر، موعد خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. 

في الازمات، عادة ما يتم التعامل اعلامياً بطرق أكثر رسمية. أما في الازمات الأمنية المتعلقة بالحرب مع اسرائيل، تبقى هناك الألغاز، وتعود بالتأكيد الى حسابات اعلامية وسياسية وأمنية أيضاً، عادة ما يعرفها الطرفان، حزب الله واسرائيل، كما تعرفها السلطات اللبنانية، لكنها تكتمها عن الجمهور. فلا الحزب بوسعه الكشف عن قدرات تقنية يمتلكها، كي لا يُلزم بالرد، ويلزم اسرائيل بالردود. ولا اسرائيل تكشف عن عمليات أمنية، وتلتزم الصمت. 

وحتى انجلاء الحقائق، تبقى الاحداث المشابهة بمثابة اسرار أمنية، تُكشف تباعاً ، ربما بعد سنوات.