نواف الموسوي يقاوم وحيداً..ويعد جمهوره باللقاء "في ميادين أخرى"

المدن - ميديا
الخميس   2019/07/18
نواف الاب يتحدى سلطة ذكورية، ونفوذ طليق ابنته ووالده الحزبيين (علي علوش)
لم يُجمع اللبنانيون على التضامن مع نائب أو مسؤول في "حزب الله"، كما أجمعوا على التضامن مع النائب المستقيل نواف الموسوي. فالتضامن هذه المرة، ليس سياسياً، بل هو تضامن مع "الموسوي الأب" الذي بدا أن التوتر في علاقته مع "حزب الله" على خلفية استجابته الأخيرة للدفاع عن ابنته غدير، قاده الى الاستقالة. 

لم تعرف أسباب الاستقالة بعد، علماً أن الموسوي لم يعلق عضويته في "حزب الله"، لكن ملامح عضويته المشروخة الآن تظهر في أن الموسوي يعترض على موقف الحزب الصامت تجاه قضية انسانية خاضها وحده بمواجهة ذكورية نجل مسؤول في الحزب، وسلطة أبيه. 

في "تويتر" يشتعل التضامن، ويتم تناقل مقتطفات من أحاديثه مع صحافيين أو ناشطين. أحبائي، أنا أشكركم، أنا مدين لكم، أنا أقدّر عاطفتكم وإنشاء الله اكون عند حسن ظنكم، استميحكم عذراً وإلى اللقاء في ميادين أخرى". هذا التصريح نقل أخيراً، ويتم تداوله بكثرة في "تويتر"، كما تصريحه لقناة "الجديد". 



الموسوي اليوم هو الحدث، لا مجلس النواب. وأبوته لابنة مظلومة هي الحدث، لا حزب الله. امتعاضه من الحزب، يُقرأ في سطور الاستقالة، والتي تقود ايضاً الى تجميده في وقت سابق. 

يتسم الموسوي بأنه انفعاليّ. ظهر ذلك في مقابلاته التلفزيونية قبل العام 2008، عندما لم يكن نائباً بعد. كذلك ظهر انفعاله في سجاله مع النائب سامي الجميل في شباط/فبراير الماضي، عندما اتُّخذ القرار بتجميده. لكن إحالة الملفات آنذاك الى السلوك السياسي، ومخالفة قواعد السلوك الحزبية، رغم أنها منسجمة مع أدبيات الحزب، لم تخلق له هذا الحشد من التضامن الذي ظهر اليوم. 

ناشطون من مناصري الحزب وخصومه، يتضامنون مع الموسوي. تحت وسمين، #نواف_الموسوي و# فداكي_يا_بيي، يغرد الآلاف، ويعيدون التغريد. نواف في نظر الجميع "بطل"، و"متمرد على القرارات الحزبية" و"اختار العائلة على المناصب". وهو بالفعل كذلك، لأنه يقاوم على طريقته صمت الحزب، ويلزم نفسه بإسقاط الحصانة النيابية عنه ليخضع للتحقيق في حادثة المخفر. 

نواف يتحدى سلطة ذكورية، ونفوذ طليق ابنته ووالده الحزبيين. من غير الخوض في التفاصيل السياسية، هو يقاوم كأب، وهو الميدان الذي وعد المغردين بخوضه معهم.