وسائل إعلام بريطانية وفرنسية لم تصف مذبحة نيوزيلندا بالارهاب

المدن - ميديا
الأحد   2019/03/17
تواجه العديد من وسائل الإعلام الغربية، خصوصاً في بريطانيا وفرنسا، انتقادات حادة بسبب امتناعها عن وصف مجزرة نيوزيلندا بالعمل الإرهابي، ما أثار غضب سياسيين ونشطاء، ممن عدّوا ذلك مثالاً للعنصرية المؤسسية في الغرب.


وابتعدت كلّ من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وصحيفة "دايلي ميرور" في بريطانيا، فضلاً عن صحيفتي "لوفيغارو" و"لو باريزيان" وإذاعة "فرانس انفو" في فرنسا، عن وصف المجزرة الوحشية التي ارتكبها المتطرف الاسترالي، برينتون تارنت، بالعمل أو الهجوم الإرهابي.

وفي سياق ردود الأفعال، عبّرت وزيرة حقوق الإنسان الباكستانية، شيرين مزاري، عن استيائها، وقالت في تغريدة: "أتابع حاليا قناة بي بي سي، وأنا مصدومة من عدم وصف مراسلها في نيوزيلندا الهجوم الإرهابي"، وأضافت: "بدلاً من ذلك يصفون الهجوم الإرهابي بالقتل الجماعي! أمر مقزز".

بدوره قال سفير إيران لدى المملكة المتحدة، حميد بعيدي نجاد، إنه "بالنسبة لإدارة بي بي سي، فإنّ عملية طعن في لندن تعدّ عملاً إرهابياً، بينما تعتبر مجزرة في نيوزيلندا هجوما وحسب".

من جانبه، كتب رفعت جاويد الذي عمل محررا في "بي بي سي" لـ12 سنة: "كمحرر سابق في الشبكة، أشعر بخيبة أمل لا تصدق إزاء افتتاحياتكم المتحيزة بشكل واضح. لقد وصف كل من رئيسي وزراء نيوزيلندا وأستراليا مجزرة كرايست شيرش بالهجوم الإرهابي، لكن بالنسبة لمحرري قناتكم وموقعكم هذا مجرد هجوم المسجد! عيب عليكم!".

وشاطر هذا الرأي كثيرون من مستخدمي "تويتر"، مشيرين إلى أن "بي بي سي" لم تتردد في استخدام كلمة "الإرهاب" لوصف الهجوم الذي أوقع 6 قتلى قرب مبنى البرلمان البريطاني في آذار/مارس 2017.



إلى ذلك، لفت بعض المغردين إلى عناوين صحيفة ديلي ميل" وأسلوب تغطيتها، كمثال على الازدواجية في تغطية الإعلام الغربي للهجمات الإرهابية التي استهدفت المدن الأوروبية من جهة، ومجزرة المسجدين في نيوزيلندا من جهة أخرى، حيث ركزت الصحيفة على "الجانب الإنساني" لسفاح المسجدين وسرد شهادات أقربائه وأصدقائه، قالوا فيها إنه كان مدربا لطيفا يقدم برامج رياضية مجانية للأطفال.

وتعليقاً على هذا الخبر قال أحد المغردين إنّ الصحيفة ذاتها وصفت منفّذ هجوم في الولايات المتحدة بالداعشي المجنون، فيما اعتبر مغرّد آخر أن "دايلي ميرور" ابتعدت عن القيم الأخلاقية الصحافية، واصفاً الصحافة الغربية بأنها "مثال للعنصرية المؤسسية". كما استنكر مغردون آخرون تغطية بعض وسائل الإعلام الغربية، وأشاروا إلى أن الصحف النيوزيلندية والاسترالية لم تتردد في إطلاق صفة الإرهاب على سفاح المسجدين وجريمته.