التضارب في المعطيات حول الحوار الذي دار بين نائبة رئيس "التيار الوطني الحر" للشؤون السياسية، مي خريش، والناشط طوني خوري، يُظهر أن الشعور الطائفي لم تُلغه بالكامل التحركات الاحتجاجية العابرة لتركيبة لبنان الطائفية. فالمقاربة الطائفية لا تزال فاعلة، وتستخدم كلغة للردع عن التغيير، ولتحقيق مكاسب سياسية في بيئات مغلقة، في محاولة "عقلانية" لقمع الاحتجاجات التي تنامت خلال 50 يوماً.
وأصبحت محادثة خريش وخوري، بمثابة كشف عن أدبيات الحوار لدى "التيار الوطني الحر" مع مسيحيين آخرين. "هنا وهناك". "أهلنا وأهلهم". "مسلمون ومسيحيون"... وما كان ليُكشف عن هذا الخطاب المنتشر بكثرة "تحت الطاولة" في أدبيات الكثير من الاحزاب السياسية في لبنان، لولا أن جاهر به خوري في اطلالته خلال حلقة "صار الوقت" مع مارسيل غانم، أمس الخميس، قبل أن ينتشر توضيح مضاد في مواقع التواصل، لاستهداف "حزب القوات اللبنانية" على زعم ان خوري ينتمي للحزب الذي يعتبر خصماً للعونيين.
إذا كان ما جاء في كلام هذا الرجل صحيح، يعني أننا نتحدث عن حزب خدع اللبنانيين عامة والمسيحيين خاصة لعشرات السنين، بشعارات لم يكن يوما مقتنع فيها كالعيش المشترك والشراكة في الوطن واسترداد حقوق المسيحيين#مي_خريشpic.twitter.com/mli6VETpHN
في اطلالته ضمن "صار الوقت"، أخبر خوري كيف أن خريش، التي كانت أمس ضيفة الاستديو، بادرته بالكلام فيما كان بصدد قطع الطريق في ذوق مصبح، شرقي بيروت : "عيب نحن المسيحيين نقطع الطريق على بعضنا.. انزلوا اقطعوه على المسلمين"، وأضاف خوري أنه يملك تسجيلاً بالفيديو للحادثة، فيما تحدّته خريش أن يبرزه. وأثار تصريح خوري ضجة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي. ونبش مستخدمون منشوراً فايسبوكياً من صفحة خريش نفسها، بتاريخ 22 تشرين الأول الماضي، وتورد فيه حوارها مع خوري وصورته، وهي تروي بنفسها كيف دعته الى اقفال وسط بيروت، أسوة بـ"حزب الله" في 2007، في محاولة لردعه عن اقفال الطريق "على أهلنا". وقد تجنّد العونيون في السوشال ميديا للدفاع عن خريش.
وردت خريش في حديث إذاعي اليوم بالقول: "تحدّيت الشاب الذي تحدّث عن وجوده إبراز التسجيل، وأنا أنفي وجوده.. وفي حال قلت شيئاً من هذا القبيل فإنّي مستعدّة للاعتذار من اللبنانيين".
الأستاذة #مي_خريش سألتو لل"مش قوّتجي" ليش عم بتسكّرلي الطريق جاوب الحزب سكّر الcentreville سنتين فقالتلو ايه روح سكّر الcentreville ما قالت روح سكّر عالمسلمين خاصموا بشرف مش بالشائعات والتزوير pic.twitter.com/Hzn8VxmgLz
والحال ان التضارب، لا يلغي أن حواراً يحمل مضموناً طائفياً حصل في ذلك الوقت. لا يهم إن كان بالعبارات الصريحة، أو بالتلميح. المهم أنه حصل، ويلغي بالفعل اعتراف "التيار" بأن الانتفاضة عابرة للطوائف والمناطق، وبأنها أكبر من اي صراع سياسي بين ركني ورقة التفاهم. فالصراع بين "التيار" و"القوات"، يحاول التيار احتواءه واعادته الى مستوى "انا وأخي على ابن عمي".. ويشبه كثيراً واحدة من أدبيات الحرب الاهلية التي كانت تقوم على فكرة التقاء السني والشيعي في المسجد بمعزل عن الخلاف السياسي بينهما.
التيار لم يخرج من أدبيات الاستقطاب الطائفي. لا خلاف على ذلك، رغم أن المدافعين عن خريش، لا يأخذون هذا الجانب بعين الاعتبار. يحركهم الخلاف السياسي مع حزب "القوات" الذي لم يتبنّ حتى الآن أن طوني خوري منتسب إليه.
من لا يعرف @MayKhreich هذه الصورة بتحكي من اي عائلة أتت .. واكيد بتعرفوا الكلمة الشهيرة للإمام موسى الصدر يلي كان اول المؤيدنا إلى البطريرك خريش .. بس لانو هيي نائب رئيس التيار رح تتعرض للكثير من الإفتراءات #مي_خريشpic.twitter.com/qUndV8SvDD
أعرفها منذ صغرنا وقد باعدتنا الأيام لأعود وألتقيها بعد ربع قرن عند أصدقاء مشتركين.تواعدنا على اللقاء وهذا ما حصل منذ بضعة أشهر حيث تحدّثنا وتناقشنا لساعات.من الممكن ألّا يتفّق المرء معها لكن المؤكد أنّها إنسانة نظيفة ومتزّنة وشفّافة ووطنية ولا طائفية و...عنيدة.مع محبتي #مي_خريش