..والشامت في المنتحرين وأهلهم، ماذا يُقال له؟
يشاهد اللبنانيون تلك المَشاهد ويتأسون. يغضبون. يرفعون الصوت بوجه سلطة جائرة أمعنت في الاستحواذ على مقدرات البلد، حتى تركت الفقراء يصارعون الموت، بقرارهم أو غصباً عنهم، لا فرق. الجميع يصارع الموت اليوم، بحزن، في قرار غير مسموحة مناقشة حلّه من حُرمِه، وشجاعته من جبنه، وصوابه من خطئه.
ثمة سلطة ستقتل الناس. بالأحرى، بدأت بقتلهم. بدفعهم نحو وضع حد لمآسٍ كثيرة. الصورة اليوم لا توجد في القصر الجمهوري، ولا الحكومي، ولا بينات رؤساء الحكومات السابقين والقصر الجمهوري ووزراء القصور. الصورة في أم تُدمي القلوب، "شحّرت نفسها" بالمعنى الحرفي، وتبكي ابنها في برج حمود: "من وين بدو يجب 3 ملايين ليرة يطالبونه بها؟ وهو نص معاش.. من وين بدو يطعمي ولادي، ويصرف على إمو وبيو".
وتضيف: "انزلوا على الشوارع. احرقوا المؤسسات. احرقوها كرمال ابني.. لأن أنا بدي احرقها. أنا رايحة على الشوارع احرقها، لأنو ابني احترق ومات. تقوص قدام عيوني. انفجر راسه أمامي. وضعته على صدري وعيونه وانفه يقعون بين يدي...".
Heartbreaking 😞
— Lebanese Bonkers (@BonkersLebanese) December 4, 2019
Dany Abou haidar Mother ....
No need to comment you know what to do
Via @AlArabiya#داني_ابو_حيدر #لبنان_يتنفض #لبنان_يثور #الدولار #لبنان #لبنان_ينتفض #كلن_يعني_كلن #احد_الغضب #الرينغ pic.twitter.com/4tVUZXDVkC
#داني_ابو_حيدر شهيد جديد يضاف الى لائحة شهداء البلاد. شهيد رغيفه. شهيد عائلته. شهيد ثورة لم تنتهِ، ولن تستكين قبل أن تعيد اليه حياة رغب في اتمامها. هو ليس رقماً في مسيرة ضحايا الفساد وضحايا التناتش السياسي. ولن يكون. مثله مثل ناجي الفليطي، وأنطونيو طنوس الذي عثر عليه اليوم جثة، في حقل في خراج بلدة سفينة الدريب والى جانبه مسدسه الاميري.
تتداعى الأخبار، ويهرع الإعلام لالتقاط سكوب من مأتم الموجوعين. يسأل كثيرون عن خصوصية الناس في تلك اللحظات. ويدعون الإعلام للابتعاد.
شو عم تعمل @ALJADEEDNEWS هلق؟ حاطة كاميرا فوق راس الإم المفجوعة بالنبعة فوق دم ابنها؟ الإم يلي عم تولول هلق ليش بدا تولول قدام كاميرا؟ ليش الميديا بدا تصوّر الدم؟ شو هالمستوى المفلس من التغطية التافهة؟ فينا نغطي الوجع بكلّ الطرق. إلا هيدي الطريقة. التلفزيون اللبناني بدو محاسبة.
— Fatima Abdallah (@abdallah_fatima) December 4, 2019
في خضم هذا المشهد القاتم الذي تم التعبير عنه في مواقع التواصل، قافلة من الشهداء تكبر، ومازال هناك تافهون يشككون، ويتبارون بالسخرية من ضحايا القتل الاجتماعي. يسخرون من الانتحار، والمنتحرين و"ضعفهم". ثمة مازوشية رهيبة، يتلذذون بالدم، ويضحكون، وهم ليسوا بكائنات بشرية، وليسوا لبنانيين.
depression is a real mental issue that many suffer from alone. Making fun of other people’s misery shows how inhumane you are. Have some compassion towards those who are suffering. I hope you never face depression, but if you do, then maybe you’ll understand. #داني_ابو_حيدر https://t.co/EDOziE9OPD
— Another Happy Lebanese (@happylebanese) December 4, 2019
#داني_ابو_حيدر شاب من #لبنان قرر يقوص حالو لانو انطرد من عملو فجأة بلا سبب
— zoulfikar harake🎽 (@HarakeZoulfikar) December 4, 2019
البلد انتهى خلص ما عاد حدا يقلي حلال و حرام،العالم ما عادت قادرة تعيش ببلد لا في امان ولا مصاري ولا اشغال و لا طبابة ولا مدارس،نحن فتنا بمرحلة اخطر من اليأس و البؤس نحن حالياً بمرحلة الكآبة الجماعية pic.twitter.com/gy3ow9LomR
نحنا منموت بالساحات.. منمنوت بالطرقات، عالجبهات.. مش مسموح نساهم بانتحار شبابنا. كلنا مسؤولين!#اعطوهن_امل#لا_للانتحار#بدنا_نفس
— Firas Ramadan فِراس رمضان 🇱🇧 (@firassramadan) December 4, 2019
#داني_ابو_حيدر
— 🇱🇧عماد إبراهيم🇸🇾 (@imadibrahim111) December 4, 2019
هذا المشهد يكسر القلب
ام تجلس على دم ابنها 💔 pic.twitter.com/qnVqFOgQG8