"مراسلون بلا حدود" تطالب بحماية الصحافيين في الجنوب السوري

المدن - ميديا
الثلاثاء   2018/07/17
قوت النظام في جنوب سوريا (غيتي)
أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" أن تقدم جيش النظام السوري داخل منطقة القنيطرة منزوعة السلاح، على الحدود مع إسرائيل، يعرض عشرات الصحافيين إلى مخاطر جسيمة. ودعت في هذا الصدد، الأمم المتحدة والدول المعنية إلى ضمان سلامة الصحافيين هناك وحمايتهم بأسرع وقت ممكن.


وفي بيان، ناشدت المنظمة العالمية المعنية بحرية التعبير والإعلام، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ومبعوثه الخاص المعني بمسألة سوريا، ستيفان دي ميستورا، وسلطات الدول التي من المحتمل أن تستقبل الصحافيين الموجودين في حالة خطر، إلى إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامتهم وحمايتهم، في ضوء الوضع المقلق للغاية الذي يعيشه عشرات الصحافيين المحاصرين في جنوب سوريا، منذ تمكن النظام العسكري من السيطرة على منطقة درعا.

وأضافت المنظمة أن الصحافيين المعنيين أعدوا قائمة بأسماء 69 فاعلاً إعلامياً في خطر بكل من القنيطرة ودرعا، ويتعلق الأمر بصحافيين يعملون للمحطات التلفزيونية السورية مثل "أورينت نيوز" و"تلفزيون سوريا" وقناة "الجسر" و"حلب اليوم" أو لحساب وكالات أنباء دولية مثل "فرانس برس" و"رويترز" أو مراسلين لشبكات أخبار ومنظمات محلية من قبيل "يقين" و"شاهد" و"نبأ".

وذكر المنظمة أن "رابطة الصحافيين السوريين"، وهي منظمة سورية مستقلة، أحصت في تقرير قبل أيام، عشرات من المعاونين الإعلاميين والمدونين الذين يواجهون نفس الأخطار، حيث أعرب بعض هؤلاء الصحافيين لـ"مراسلون بلا حدود" عن خوفهم من التعرض للإعدام أو السجن بمجرد استعادة النظام السيطرة الكاملة على أراضي المحافظة.

والحال أن حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد الصحافيين منذ أكثر من سبع سنوات تبرر مخاوف الإعلاميين المشروعة، بحسب المنظمة، إذ أن العديد منهم وثَّقوا الثورة منذ بدايتها وساهموا في توثيق انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطات السورية. وبما أنهم محسوبون على المعارضة، فإنهم يواجهون خطر التعرض لأشد أشكال الانتقام.

وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بتاريخ 11 تموز/يوليو، بقيت سرية حتى الآن حمايةً لسلامة الصحافيين المحاصرين، أوضح الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود" كريستوف ديلوار أن "الخيارات الممكنة تشمل فتح ممر إنساني أو إتاحة الوصول السري إلى أراضٍ تعيش حالة سلم في الدول المجاورة"، كما راسلت المنظمة رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز ونظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمطالبتهما بالسماح في أقرب وقت ممكن بفتح ممر لإتاحة مرور هؤلاء الصحافيين عبر أراضي بلديهما.

وقال ديلوار: "إن كل ساعة حاسمة بالنسبة لهؤلاء العشرات من الصحافيين السوريين الذين يواجهون اليوم خطر الموت. وإذ تُنبه مراسلون بلا حدود المجتمع الدولي إلى ما ينطوي عليه هذا الوضع من حالة طوارئ مُلحة، فإنها تُذكر أطراف النزاع، وعلى رأسها النظام السوري، بمسؤوليتها عن سلامة الصحافيين، طبقاً لمقتضيات القانون الدولي. ومن هذا المنطلق، نطالب الأمم المتحدة والدول المجاورة لسوريا بتنظيم عملية إجلائهم في أسرع وقت، كما ندعو الدول إلى استقبال الصحافيين الراغبين في اللجوء إليها".

يُذكر أن سوريا ظلت الدولة الأكثر خطورة على سلامة الصحافيين خلال العام 2017، علماً أنها تقبع حالياً في المركز 177 من أصل 180 دولة، على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته "مراسلون بلا حدود" في وقت سابق هذا العام.