"أبو عمر المصري" يفجّر أزمة بين الخرطوم والقاهرة

المدن - ميديا
الأحد   2018/05/20
يقوم ببطولة المسلسل الفنان المصري أحمد عز

قدّمت الخرطوم احتجاجاً رسمياً لدى القاهرة على خلفية عرض المسلسل الدرامي الرمضاني "أبو عمر المصري"، الذي اعتبرت أنه "يظهر أن بعض المصريين المقيمين في السودان متورطون بالارهاب". وأعلنت وزارة الخارجية السودانية أنها استدعت سفير مصر في الخرطوم للاحتجاج على عرض المسلسل المذكور، والمقتبس من رواية تحمل العنوان نفسه.

وجاء في بيان صادر عن الخارجية السودانية أنّ المسلسل "يلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان"، مضيفا أنه "لم يثبت تورط أي مواطن مصري مقيم بالسودان في أي حوادث إرهابية". وتابع البيان بأن "هذا العمل المسيء للشعبين الشقيقين أساء بوجه خاص للوجود المسالم للمواطنين المصريين في السودان، الذين هم موجودون بعلم السلطات المصرية وفقا لاتفاق تسهيل حركة المواطنين بين البلدين الشقيقين".

وأوضح بيان الخارجية السودانية أن القائمين على المسلسل سعوا لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحا لبعض أحداث المسلسل، واستخدمت العديد من الوسائل لهذا الغرض، كلوحات السيارات التي تعد رمزا سياديا لا يجوز التعامل به إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة. وطلبت الخارجية السودانية في بيانها من السلطات المصرية المعنية "المبادرة اتخاذ قرار مناسب يضع حدا أمام محاولات البعض العبث بمصالح ومكتسبات البلدين الشقيقين".

ويقوم ببطولة المسلسل الفنان المصري أحمد عز، وهو من تأليف أحمد خالد موسى، وإخراج عز الدين شكري. وتدور أحداث المسلسل حول محام مصري يدعى فخر الدين (أحمد عز) أسس هو ومجموعة من المحامين تنظيماً سلمياً سعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء بعيداً من مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها. غير أن هذا التنظيم سرعان ما يثير غضب جهاز أمني لأنه لم يجد وسيلة قانونية توقف نشاط هؤلاء المحامين، فيلجأ إلى وسائل أخرى خارج إطار القانون من خلال تصفية أعضاء هذا التنظيم. وينجو فخر الدين من محاولة اغتياله فيهرب إلى فرنسا، ويقرر بعدها بسنوات السفر بصحبة طفله للعيش في السودان، وهناك يتحول إلى كادر مهم من كوادر إحدى الجماعات الإسلامية المسلحة.

وأثار المسلسل غضب شريحة من نشطاء مواقع التواصل، حيث انتقد نشطاء سودانيون "الصورة السلبية" التي يقدمها المسلسل عن الشعب السوداني، وأنه "يحتضن إرهابيين". واعتبر البعض أن العمل هو من "إنتاج استخباراتي يسعى لتشوية سمعة السودان"، وإنه يعكس "استهتاراً مصرياً ممنهجاً وصريحاً".