سفارة الإمارات تفتح في دمشق: نهاية الربيع العربي!

المدن - ميديا
الخميس   2018/12/27
من أعمال الصيانة في السفارة الإماراتية بدمشق (فايسبوك)
من المذهل كيف يغير النظام السوري خطابه الإعلامي حسب تغير المعطيات السياسية، فبعد سنوات من الحديث عن عدم عروبة سوريا مقابل مشرقيتها كدولة ممتدة في عمق التاريخ، عاد النظام للحديث عن العروبة كمرجعية ثقافية تحدد هويته كنظام سياسي، بعد الأنباء عن افتتاح السفارة الإماراتية في دمشق.


وعبر هاشتاغ #سوريا_حضن_العرب تحدث ناشطون موالون عن عودة سوريا إلى الحضن العربي "لأنها كانت دائما حضناً للعرب جميعاً"، فيما ربط آخرون افتتاح السفارة بذكرى ميلاد المسيح، وقالوا أن سوريا تسامح العرب رغم الطعنات التي تلقتها منهم، في ذكرة ميلاد نبي التسامح!

والحال أن خطاب الإعلام السوري والناشطين الموالين بدأ بالتغير منذ زيارة الرئيس السوداني عمر البشير لدمشق، قبل أسابيع، والتي كانت الأولى لرئيس عربي منذ انطلاقة الثورة السورية العام 2011، لكن افتتاح السفارة الإماراتية ترافق مع زخم أكبر في مواقع التواصل.

وتحدث عشرات الناشطين الموالين عن "الصمود الأسطوري" وقالوا أن بقية الدول العربية ستعود إلى "حضن الوطن"، وهو التعبير المستخدم عند سيطرة جيش النظام على مناطق معارضة"، فيما قال آخرون أن افتتاح السفارة هو دليل نهائي على انتهاء "الحرب الكونية" في سوريا وبداية لمرحلة إعادة الإعمار.

وتداول الموالون مقاطع فيديو من أمام السفارة خلال تجهيزها وتنظيفها، بما في ذلك مقطع لمراسل قناة "العالم" الإيرانية حسن مرتضى، خلا بشكل مفاجئ من الشتائم والاستفزاز المعهود منه في مثل هذه المقاطع.

والحال أن الناشطين المعارضين لم يجدوا الخبر مفاجئاً، مع انحسار الثورة السورية والمعارضة بشكل عام، تدريجياً خلال السنوات الماضية، ورأوا في افتتاح السفارة نهاية رسمية للثورة السورية، التي تآمرت عليها قوى إقليمية ودولية قادت الثورة المضادة للربيع العربي، حسب وصفهم.

رغم ذلك، كانت الحسرة واضحة في عشرات التعليقات التي رأت في قرار الإمارات، نهاية للربيع العربي وأحلام جيل بكامله رغب في التحرر من الدكتاتوريات التقليدية وبناء مجتمعات ديموقراطية، وتحدثوا عن تزامن افتتاح السفارة مع أول رحلة جوية بين دمشق وتونس منذ سنوات ونهاية الثورات في كل من ليبيا ومص وتونس والحرب في اليمن.

في السياق، تحدث ناشطون معارضون آخرون، أن الخطوة الإماراتية هي بداية الاعتراف الرسمي بشرعية الأسد التي كسبها من دماء الشعب السوري، والانتصارات العسكرية التي حققها خلال السنوات الماضية، بمساعدة حلفائه روسيا وإيران، فيما قال آخرون أن الشرق الأوسط ككل يشهد تغيرات سياسية مفاجئة، ما يهدد بمزيد من التوترات في الفترة المقبلة.

وكانت الدول العربية، بما فيها الإمارات، قطعت علاقتها مع النظام السوري في بداية الثورة العام 2011، على المستوى الدبلوماسي، أي إغلاق السفارات، بسبب استخدامه القمع ضد المتظاهرين السلميين.

وأغلقت الإمارات بالتحديد سفارتها العام 2012 تزامناً مع إجراءات مماثلة اتخذتها عدة دول عربية وغربية، نتيجة قرارات غير ملزمة من جامعة الدول العربية بنزع الشرعية عن نظام الأسد، لكن على عكس تلك الدول، أبقت الإمارات قسماً قنصلياً في السفارة السورية في أبو ظبي قيد الخدمة، من أجل تقديم الخدمات للجالية السورية الموجودة على الأراضي الإماراتية.