نقابة الصحافيين التونسيين تدافع عن زيارة نقيبها لبشار الأسد

المدن - ميديا
الأربعاء   2018/11/28
لافتة ضد زيارة ابن سلمان لتونس على مبنى نقابة الصحافيين التونسيين (غيتي)
دافعت نقابة الصحافيين التونسيين، مساء الثلاثاء، عن زيارة نقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، إلى دمشق ولقائه الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك بعد الهجوم الذي شنته النقابة على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورفض زيارته إلى تونس واتهامه بـ"ارتكاب انتهاكات" ضد حقوق الإنسان والحريات.


بيان النقابة أتى بعد احتجاجات واسعة من صحافيين وناشطين تونسيين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتقدوا فيها ازدواجية المعايير، فقالت صفحة "أخبار تونس" على سبيل المثال: "نقيب الصحافيين ناجي البغوري يلتقي بشار الأسد! أمس ضد زيارة المجرم أبو منشار لتونس... واليوم يلتقي المجرم أبو برميل! النفاق".

وقالت النقابة، في بيان، أنها "تتفهم مواقف الزميلات والزملاء الصحافيين بخصوص زيارة البغوري إلى دمشق ولقاء الأسد ضمن وفد الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب بصفته نائباً للرئيس، وتعتبره أمراً طبيعياً وصحياً عندما يصدر عن الذين ساندوا وما زالوا يساندون المواقف المبدئية للنقابة في ما يتعلق بقضايا الحرية وحقوق الإنسان في العالم".

وأضاف البيان أن "اللقاء المذكور جمع الرئيس السوري بقيادات نقابية من البلدان العربية بصفتهم أعضاء منتخبين في الأمانة العامة لاتحاد الصحافيين العرب، وليس كممثلين عن نقاباتهم الوطنية بما في ذلك النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين".



يأتي ذلك بعدما استقبل الأسد، وفداً من أعضاء الأمانة العامة لـ"اتحاد الصحافيين العرب"، ضم 15 عضواً من دول عربية عديدة، عقب انتهاء اجتماعات الأمانة العامة للاتحاد في دمشق مطلع الأسبوع، للمرة الأولى منذ 15 عاماً، والتي خصصت رسالتها حسب رئيس الاتحاد مؤيد اللامي لتشكيل "وسيلة للضغط على السياسيين، ورسالة للعرب بأن يأتوا لفتح سفاراتهم في دمشق".

وضم وفد الأمانة العامة لـ"اتحاد الصحافيين العرب" الذي حضر إلى سوريا، نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي، ونقيب الصحافيين التونسيين ناجي البغوري، والصحافي التونسي عبد الله البقالي، والأمين العام لهيئة الصحافيين السعوديين عبد الله الجحلان، ونائب رئيس تحرير صحيفة "الأنباء" الكويتية، وعضو جمعية الصحافيين الكويتية عدنان الراشد، والصحافي السوداني الصادق الرزيقي، ونقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، وسكرتير عام نقابة الصحافيين المصريين حاتم زكريا، ووكيل نقابة الصحافيين المصريين خالد ميري، وآخرين.

وهاجم ناشطون وصحافيون سوريون الاجتماع في دمشق، والذي يأتي بعد نحو عام على قبول "اتحاد الصحافيين السوريين"، التابع للنظام السوري كعضو في "اتحاد الصحافيين العرب"، على الرغم من الجرائم التي ارتكبها النظام بحق السوريين من قتل وتهجير، فيما غابت ردود الفعل الرسمية من المعارضة أو من المنظمات المتخصصة في الدفاع عن الحريات مثل "رابطة الصحافيين السورين" المعارضة.



وكانت نقابة الصحافيين التونسيين وجهت رسالة إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، بشأن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للبلاد، مبدية استهجانها ورفضها لهذا الأمر، ومعتبرة أنه "خطر على الأمن والسلم في المنطقة والعالم"، مهاجمة الموقف الحكومي التونسي تجاه الرياض، في قضيتي حرب اليمن ومقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، قائلة أن "موقف تونس الرسمي لم يكن، في يوم ما، مستقلاً عن سياسة المحاور التي تشهدها المنطقة العربية".

وأضافت النقابة: "حدثت في تونس ثورة ولسنا مستعدين، كصحافيين، أن نتنازل عن مكاسبها. وعلى هذا الأساس نرفض زيارة ولي العهد السعودي إلى بلادنا رفضاً قاطعاً، لما في تلك الخطوة الاستفزازية من اعتداء صارخ على مبادئ ثورتنا"، علماً أنه قبيل زيارة ابن سلمان، علقت النقابة صورة ضخمة على مقرها لشخص يرتدي الزي السعودي ويمسك بمنشار ضخم، في إشارة إلى تقطيع جثة خاشقجي. كما قدمت النقابة شكوى إلى المدعي العام التونسي تتهم ولي العهد بانتهاك حقوق الإنسان.

في ضوء ذلك، تصبح الانتقادات العامة لموقف النقابة من زيارة البغوري لدمشق ولقاء الأسد، المسؤول عن انتهاكات ضد حقوق الإنسان وعن جرائم حرب، حسب تقارير حقوقية متعددة، طبيعياً، كما أن التهكم قد يكون الحل الأفضل أمام الحديث عن حرية التعبير وحقوق الصحافيين التي كانت رائجة ضمن اجتماعات الاتحاد في عاصمة نظام يقوم أساساً على الدكتاتورية والقمع.

والحال أن سوريا تقبع في المركز 177 من أصل 180 بلداً، للعام الرابع على التوالي في المقياس العالمي لحرية الصحافة للعام 2018، الذي تصدره منظمة "مراسلون بلا حدود". وبحسب "الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، قتل في البلاد 689 إعلامياً منذ انطلاقة الثورة السورية العام 2011 وحتى تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، بينما تعرض 418 للاعتقال أو الاختفاء القسري، وهي انتهاكات يتحمل النظام وحليفه الروسي مسؤولية 80% منها مقابل 10% اقترفها تنظيم "داعش".