من محمود بيطار الى قدم زوجة العسكري.. النفوذ والحضيض!

نذير رضا
الأحد   2018/10/28
رد بيطار في فيديو اليوم قال فيه ان الاتهامات تافهة وتسعى لاحداث فتنة


كان سهلاً على مغردي مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان رفع الصوت مطالبين بمحاسبة عسكري لبناني، أجبر امرأة فقيرة على تقبيل قدم زوجته. فالقوة التي يدعيها العسكري، هي وهم، سرعان ما تهاوى عندما أُبلغت قيادة الجيش اللبناني به، فأوقف الرجل، وسقطت سطوته عندما تحركت قيادته. 

خلافاً لحادثة احباط تنامي الاوهام لدى العسكري، كان اليوتيوبر السوري المقيم في السويد محمود بيطار يتوهم قوة أخرى، دفعته للتحرش بنساء تركيات في شوارع اسطنبول، كما قال معارضون سوريون. لم تستطع التبليغات أن توقفه، ذلك ان القوة المفترضة التي يمتلكها، حمته من المحاسبة، رغم انها لم تحصنه من الانتقاد. مئات التغريدات في مواقع التواصل الاجتماعي، لم تردعه، ولم تقد لاجراء بحقه. على العكس، وجد من يؤيده بذريعة انه "مهضوم"!

الحادثتان، تحملان بما لا يقبل الشك مؤشرات على سقوط الأسس الاخلاقية لمتوهمي القوة. الاول، اللبناني، وجد من يردعه ويحاسبه، تحت ضغط قوتين: قوة القانون في المؤسسة التي ينتمي اليها، وقوة مواقع التواصل الاجتماعي، كوسيط يبلّغ، ويضغط، ويحثّ على المحاسبة. وهي قوة كبيرة أثبتت جدواها في التأثير، بلا فوضى ولا عنف، لتحويل التهديد بضرب منظومة الأخلاق، الى فرصة للمحاسبة، يبادر اليها الناشطون، وتتحرك اثرها السلطات تعزيزاً لمنظومة القيم. 

لكن القوة نفسها التي حمت امرأة فقيرة تعرضت للإذلال، استخدمها محمود بيطار في معرض المسّ بآخرين، وضرب المنظومة القيمية التي تدافع عن حق المرأة بالحرية والعيش بأمان. استند الى قوته الافتراضية لخلق مجال واقعي مقيت، ظناً منه أنه فِعل "هضامة". قوته، كشخصية مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي، منحته حصانة ضد الإسفاف. فهو يشعر بفائض القوة التي أعطته السلطة للتحرش بفتيات في اسطنبول، على ما يقول معارضون سوريون انتقدوه، حين صور فيديو يظهره، واثنان آخران من اصدقائه، يحاولون التحدث الى فتيات في الشارع. 

والقوة هنا، المنبثقة عن شعبيته في مواقع التواصل الاجتماعي، هي الوصفة المقابلة للالتزام الأخلاقي. يمكن أن تستخدم القوة في معرض التأثير لدعم قضايا انسانية، ويمكن أن تستخدم كسلوك مرفوض. اعتمد بيطار الوجهة الأخيرة لنفوذه. هي سلطة بالتأكيد، لكنها بمعنى آخر، سلطة دفعته الى الحضيض. 

وبيطار، شخصية عربية مؤثرة في مواقع التواصل الاجتماعي. يحظى بشعبية واسعة في صفوف النساء، ويتابعه مئات الآلاف. ونفذ أخيراً زيارة الى اسطنبول، نشر منها مقاطع فيديو عديدة، تصور بعضها زياراته الى أبرز المطاعم التركية الشهيرة في المدينة. وإثر انتشار الفيديو الأخير له، تعرض لموجة كبيرة من الانتقادات، عبر البعض عنها بسخط، وطالب آخرون الدولة السويدية التي تجرّم التحرش، بمحاسبته. 

وانتشر اليوم ردٌ لبيطار في مقطع فيديو، قال فيه ان الاتهامات تافهة، وغير ذات قيمة، وأن بعض الناس حاولوا خلق فتنة ضده، وأوضح ان ما حدث، هو عبارة عن كلام من صديقه مع صديقتين له تتعلمان معه في الجامعة، وهما من تونس، داعياً الناس لاعادة النظر في الفيديو مرة أخرى.