نواف الموسوي.. متعهد رسائل "حزب الله"

رين قزي
الأربعاء   2018/10/17
تقارب بين الحزب وديما صادق؟
عندما ظهر النائب نواف الموسوي في مقطع فيديو، وهو يحمل علم "حزب الله" ويحتفل مع جموع المحتفلين على أنغام موسيقى حماسية، حُصر تحليل المشهد في اطار احتفال انتخابي، وقال البعض انها واقعة "مسايرة" من الموسوي لناخبيه المفترضين قبيل الانتخابات النيابية.


لكن مشاركته الهاتفية في لقاء الفنان زياد الرحباني مع الزميلة ديما صادق، مثنياً على زياد، ومؤيداً لتصريحاته، ومعلناً أنه يستمع الى بعض موسيقاه، حمل مؤشرات إلى أن الحزب لا يتبنى موقفاً من الرحباني الذي انتقد حصرية الحزب للمقاومة في المقابلة نفسها (وطبعاً هو نقد الأخ المحب وضيف المهرجانات الخطابية لحسن نصرالله)، ولا يجافي الحزب "الموسيقى" عموماً.

الرسالتان، إذا ما اجتمعتا في اطار تفسيري واحد، يفيدان بأن ما قام به الموسوي في السابق، وما تبناه أمس، هو رسالة جديدة ينوي الحزب الدفع بها عبر وسائل الاعلام، وتزعم أن الحزب أخضع هيكلية ممثليه السياسيين لتغيير، بحيث يمكن أن يُجلس على المنصة نفسها، مرشح للنيابة متديّن وهو شيخ لا يعتمر عمامة رجال الدين (مرشّحه في جبيل حسين زعيتر)، وآخر منفتح على الموسيقى "الشرعية"، وهو في هذه الحالة النائب نواف الموسوي، وآخرين أكاديميين مثل النائبين علي فياض وحسن فضل الله...

ما قاله الموسوي في حلقة زياد الرحباني، يفيد برسالة للحزب تقول ان بعض مسؤوليه منفتحون على الموسيقى، في حدود مراعاة التزاماتهم الدينية، وخياراتهم الايديولوجية. وهو قريب من "الرفاق"، ويتودد إليهم، ولا يقف عند انتقاداتهم. بذلك، يبدأ الحزب رفع تهمة الأدلجة والتزمت عن نفسه، أو يوحي بذلك. بالنسبة إليه، هي مهمة ضرورية في زمن الانفتاح على الاطراف السياسية، والانخراط بقوة في العمل الحكومي عبر وزارة مثل "الصحة".

ولا تقف الرسائل عند هذا الحد. فثمة رسالة بالغة الاهمية تحمل مؤشرات على استراتيجيات جديدة يحاول الحزب تبنيها، تتمثل في مشاركة نائب عن الحزب في حلقة تقدمها ديما صادق، رغم ان الحزب يقاطع المشاركات في البرامج التلفزيونية و"التوك شو" السياسي منذ فترة، ورغم أن الحزب قد رفع على ديما دعوى قضائية في وقت سابق، وهي تتعرض لهجوم لاذع من جمهوره في مواقع التواصل الاجتماعي. في ذلك، مؤشر على رسالة دفع بها الحزب في اتجاه ديما نفسها، تفيد بأن الحزب لا يقاطعها، ويمكن استئناف التواصل الاعلامي المحدود، من بوابة استضافة زياد الرحباني.

ويبدو أن الموسوي، يحمل رسائل "حزب الله" الاعلامية، ويتولى ايصالها. من الصعب القول ان ما يقوم به الموسوي ناتج عن قرار شخصي، أو انفعالي مثلاً، حينما انتشرت له صورة في مواقع التواصل الاجتماعي، التقطها الى جانب صورة للقيادي العسكري الراحل في الحزب مصطفى بدر الدين.

فالتقاط صورة له أمام صورة معلقة على حائط مكتبه لبدر الدين، هي بمثابة رسالة اعلامية، تعبّر عن موقف الحزب من خلال نائب يمثله. وإذا ما كان ذلك دقيقاً، بالنظر الى دور الموسوي كنائب في البرلمان وعضو في كتلة "الوفاء للمقاومة"، فإن المشاركة في مقابلة تقدمها ديما صادق هي رسالة من الحزب أيضاً. وتماثل رسالة الاتصال بزياد الرحباني وتجاوز انتقاد الحزب له. وتشبه الرسالة الانتخابية التي ظهر فيها الموسوي متفاعلاً مع موسيقى حماسية في موسم الانتخابات. بهذا المعنى، يصبح الموسوي ناقل الرسائل الاعلامية للحزب، ومعبّراً عن مواقفه غير المعلنة ببيانات رسمية أو بخطابات مسؤوليه المباشرين.