سامي عنان: ليس لدى الجنرال من يهاجمه!

أحمد ندا
الإثنين   2018/01/22
لم تبدأ عاصفة ترشح عنان على الشاشات كما كان متوقعاً، بل بدأت فى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأ نقاش حاد يعيد للأذهان شيئاً من سجالات انتخابات الرئاسة 2012. خصوصاً من التيار الذي يميل إلى معسكر خالد علي. 
في صفحته الرسمية في فايسبوك، أذاع الفريق سامي عنان فيديو خطاب تشرحه للانتخابات الرئاسية. الفكرة في الخطاب لا تقع في الإعلان نفسه، بل في لهجته الشديدة، حيث قال صراحة إن ما دفعه للترشح هو "تردي أحوال الشعب المعيشية وتآكل قدرة الدولة المصرية على التعامل مع ملفات الأرض والمياه والمورد البشري.. نتيجة وجود سياسات خاطئة حملت القوات المسلحة مسؤولية المواجهة دون سياسات رشيدة تمكن القطاعات المدنية من القيام بدورها".

كما تحدث عن "ضرورة تقاسم السلطة بين مؤسسات الدولة، وبناء نظام سياسي واقتصادي تعددي يحترم الدستور والقانون ويؤمن بالحريات ويحافظ على روح العدالة، ويدرك فلسفة العصر ويحترم إرادة وكرامة الشعب".

أطلق عنان على الشعب المصري "الشعب السيد"، وهاجم الملامح العامة لفترة السيسي، بل وغازل مشاهديه باختيار اثنين من المعروف عنهم النزاهة و"نواة مدنية" يشمل المستشار هشام جنينة بتعيينه نائبا للرئيس لحقوق الإنسان، والدكتور حازم حسني، نائبا للرئيس لشؤون الثورة المعرفية والتمكين السياسي، ومتحدث رسمي". اختار عنان اثنين من رجال الدولة، أبناؤها بالمعنى الإيجابي للكلمة، وجنينة هو أحد "خصوم" مرحلة السيسي بعد صولات وجولات في هيئة الرقابة الإدارية. أما حازم حسني الأكاديمي المصري فهو من القلائل الذين لم يحذروا في هجومهم على السيسي.

يرى قطاع كبير أن عنان مرشح "حقيقي" أمام السيسي، لا مجرد كومبارس في لعبة انتخابية مآلاتها معلومة. وأن عنان بالتأكيد لن يقدم على هذه الخطوة دون أن يكون له "ظهير دولتي" من إحدى المؤسسات الكبرى أو بعضها. 
فريق آخر ما زال يرى في ترشح عنان إكمالا لمسرحية انتخابية لن تتم كما يجب. فيما حافظ الفريق الأقرب إلى خالد علي على تأييده لمرشحه، بل ويرى في ترشح عنان فرصة لأن تكون الانتخابات إجراء حقيقي وفاعل لا مجرد اهدار للوقت، مع تمنيات ظهور مرشحين أكثر، بجدية أكبر.

كانت هنالك افتراضياً معركة أخرى، ساحتها حساب الدكتور حازم حسني نائب الرئيس المحتمل، بعد أن نبش المتابعون في تاريخ تدويناته ليجدوا تدوينة قديمة له يهاجم فيها عنان وقت تنحيه في فترة الرئيس محمد مرسي. وهو ما ردّ عليه في مداخلة هاتفية على برنامج "هنا العاصمة" مع الإعلامية "لميس الحديدي" قائلاً: "كان تصوري السائد أن الفريق سامي عنان هو المتسبب في الأخطاء التي ارتكبها المجلس العسكري، ولا أتبرأ من تدوينة كتبتها انتقاداً له عقب تولي محمد مرسي للرئاسة، كانت لي ومازالت ملاحظات على لغة الجسد لعنان وهو يعلم موقفي هذا".

أكثر الأمور اللافتة، هي عدم هجوم الإعلام المصري بحدة متوقعة على ترشح عنان وتبعاته، على عكس  ما حدث مع خالد علي مثلا الذي هوجم بكثافة بعد إعلان ترشحه. بل إن ثمة صوتاً تعقل يدير المسألة برمتها وكأن الإعلاميين مجبرون على "حياد" في المعركة الانتخابية.

أحمد موسى اكتفى بسؤال عنان "ما موقفك من الإخوان وما موقفك من الأميركان؟" وذلك قبل البيان الإخواني "المتعالي" لشروط تأييد عنان. لهجة موسى كانت هادئة على عكس عادته. أما عمرو أديب "صوت الدولة العاقل"، فقال: "اللى حصل بإعلان ترشح الفريق عنان بيقول إننا عندنا معركة حقيقية فيها صراع فيها تباين في الآراء، وفيها هجوم ضاري.. احنا عندنا 3 فى انتخابات رئاسية حقيقية يُنظر لها بجدية شديدة، بعد ما أعلن الفريق سامى عنان ترشحه للرئاسة ثبت بما لا يدع مجالاً للشك إن عندنا معركة حقيقية وليست تمثيلية".

بل ذهب عمرو أبعد موجهاً كلامه لمشاهديه: "أرجو إن محدش ينزعج من هجوم حد على حد، يعني محدش ينزعج من هجوم أنصار السيسي على سامي عنان أو خالد علي، أو هجوم أنصار سامي عنان على السيسي أو خالد علي، ده شيء طبيعي في الانتخابات، ولكن بنناشد الناس إن محدش يتجاوز". 

كل ما سبق يؤكد أن الدولة لا تتوقع سيناريوهات الأيام القادمة، وهو ماجعل إعلامها على مسافة من الجميع، حتى ولو مؤقتاً. السؤال الآن، هل يستطيع أي من المرشحين –بخلاف السيسي- أن يستقطب جهة إعلامية في صفه لتأييده؟ أم أن مواقع التواصل الاجتماعي كافية لوجودهما؟