"فايسبوك" تعطي أولوية لوسائل الإعلام "الجديرة بالثقة"

المدن - ميديا
السبت   2018/01/20

قال الرئيس التنفيذي لشركة "فايسبوك" مارك زوكربرغ، الجمعة، أن الشركة ستبدأ في إعطاء أولوية لوسائل الإعلام "الجديرة بالثقة"، في بث مشاركات التواصل الاجتماعي حيث تعمل الشركة على مكافحة "الإثارة" و"المعلومات المضللة".

وستستخدم الشركة التي تمتلك أكثر من 2 مليار مستخدم شهرياً، استطلاعات الرأي، من بين مستخدميها، لتحديد ترتيب وسائل الإعلام من حديث الثقة، مفضلة هذا الخيار على "طلب المساعدة من خبراء من الخارج من الذين قد يتخذون قراراً بعيداً عن تقييمنا لأن ذلك لن يحل مشكلة الموضوعية على الأغلب".

ويعني ذلك أن الشركة فضلت الابتعاد عن أي اتهامات مستقبلية لها بخصوص عمليات التقييم الرئيسية فيما يتعلق بالانحياز والدقة، وإلقاء المسؤولية في ملعب المستخدمين.

واستعرض زوكربرغ التعديل في تدوينة له في "فايسبوك" موضحاً أنه بداية من الأسبوع المقبل ستعطي خدمة البث الإخباري، وهي المنتج المحوري للشركة، أولوية "للأخبار ذات الجودة العالية" على المصادر الأقل جدارة، حسبما نقلت وكالة "روتيرز".

وكتب زوكربرغ: "هناك الكثير من الإثارة والمعلومات المضللة والاستقطاب في العالم اليوم" مضيفاً: "تتيح وسائل التواصل الاجتماعي للناس نشر المعلومات بشكل أسرع من أي وقت مضى، وإذا لم نعالج هذه المشاكل تحديداً سينتهي الأمر بتضخيمها"، مؤكداً أن كم الأخبار بشكل عام في "فايسبوك" سيتقلص إلى نحو 4% من محتوى خدمة البث الإخباري مقارنة مع النسبة الحالية البالغة 5%.

وكان لدى "فايسبوك" علاقة قوية مع الوسائل الإخبارية، وتحديداً تلك التي تمتلك ميولاً سياسية قوية، وخلال العام 2016 أعرب مشرعون جمهوريون أميركيون عن قلقهم إزاء قيام "فايسبوك" بكبح القصص الإخبارية التي تهم القراء المحافظين.

يأتي ذلك بعد إعلان زوكربرغ الأسبوع الماضي أن الشركة ستغير الطريقة التي ترشح بها المشاركات ومقاطع الفيديو في خدمة البث الاخباري، لتحديد أولويات ما يشارك به الأصدقاء وأفراد العائلة، علماً أن الخطوة هي آخر محاولة الشركة للتغلب على مشكلة انتشار "الأخبار الكاذبة" عبرها حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".

ولا تعتبر المعركة مع الأخبار الكاذبة خاصة بـ "فايسبوك" فقط، بل هي مسألة جوهرية بالنسبة لكافة مواقع التواصل الاجتماعي، وسط جدل حول مفاهيم البروباغندا وحرية التعبير وكثير من الضغوط السياسية، ولعل إعلان موقع "تويتر"، الجمعة، أنه حدد 677 ألفاً و775 مستخدماً مقرهم الولايات المتحدة ممن كانوا يعيدون تغريد وتسجيل الإعجاب ومتابعة حسابات آلية روسية على الشبكة قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام 2016، يعطي لمحة عن واقع المعركة الحالية.

ووفقا لتعديل "فايسبوك" سيختبر نظام تصنيف الأخبار أولاً وفقاً لتقييم المستخدمين في الولايات المتحدة، ولن تنشر نتائج المسح على الجمهور علانية. وقال متحدث باسم "فايسبوك" لـ "بي بي سي": "هذه واحدة من كثير من الأمور التي تدخل في تصنيف الأخبار."

ويتوقع أن تكون المؤسسات الإعلامية التقليدية التي لها تاريخ طويل وحضور إعلامي قوي، مثل "نيويورك تايمز" أو "بي بي سي" من بين الرابحين من تلك التعديلات. وعل الرغم من ذلك، ستعاني العلامات التجارية الناشئة من التعديل الجديد النظر عما إذا كان المحتوى الذي تقدمه جديراً بالثقة أم لا.