جبهة مجازية تواكب الجيش.. وصور "التنسيق" لا تشوش عليها

نذير رضا
السبت   2017/08/19
الصورة جددت النقاش حول تنسيق مفترض ينفيه الجيش مع حزب الله
لا حاجة لوسائل الاعلام لتغطية معارك الجرود. حساب الجيش في "تويتر" تكفل بالمهمة: صور وايضاحات وخرائط ومقاطع فيديو، تلت اعلان قائد الجيش العماد جوزيف عون انطلاق المعركة، بقوله: "باسم  لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم، أطلق عملية #فجر_الجرود". 

واطلاق المعركة في مواقع التواصل الاجتماعي، لأول مرة في تاريخ الجيش اللبناني، ليست مواكبة لتقنيات العصر فحسب، فهو سعي لاشراك اللبنانيين في المعركة، عبر تقديم الدعم والمؤازرة والاحتضان الالكتروني الذي من شأنه أن يرفد الجيش بالمعنويات.

الفضاء الالكتروني اليوم، منصة تتخطى مهامها نشر المعلومة أو الرأي، فهي تواكب الأحداث الكبيرة بجمع المؤيدين في مكان افتراضي واحد، يطلق عليه اسم "هاشتاغ"، يصل الى المستخدمين فرداً فرداً، فيشعر المستخدم أنه معني بالخبر، والتفاعل معه، كونه وصل اليه بشكل شخصي بلا وسيط. 
الترجيحات بتحقيق هذا الهدف، نجحت الى كبير. فقد تصدر هاشتاغ "#فجر_الجرود" مداولات "تويتر" منذ صباح السبت، ليتحول التغريد الى كتلة نارية مجازية موازية لقذائف الجيش اللبناني التي تسقط على جرود القاع ورأس بعلبك. أخفت المداولات اي تغريد خارج السرب، وكتمت أنفاس التنظيم المتطرف الذي لم يجد ما يحميه في الواقع من كتل النار. هنا، في المواقع الافتراضية، حُسمت المعركة منذ انطلاقتها، بينما تتقدم آليات الجيش في الجرود للاطباق على مواقع التنظيم. 

الحشد الافتراضي المواكب للمعركة، تعرض لخروقات على خلفيات مناكفات سياسية. ثمة ردّ من هنا على رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان، وآخر من هناك على المشككين بالتنسيق بين حزب الله والجيش اللبناني.

يقود أنصار الحزب هذا الرأي، صراحة، مستدلين بصور انتشرت في مواقع التواصل تظهر عسكريين بلباس الجيش اللبناني، الى جانب آخرين لم تظهر وجوههم، قالوا انهم من حزب الله، فوق مرتفع يشرف على الجرود. وفيما لم يتم التأكد من هوية الواقفين الى جانب الجيش الذين قد يكونوا عناصر مكافحة أيضاً، فتحت هذه الصور نقاشاً جديداً بخصوص التنسيق المفترض الذي نفاه الجيش اللبناني مراراً، وأنتجت تغريدات تُستعاد تحت عنوان "الجيش والشعب والمقاومة"، وارفقت بعنوان معركة حزب الله في الجرود السورية في القلمون الغربي "وان عدتم عدنا". وكتبت مغردة: "عندما تختلط دماء الشهداء في الجيش والمقاومة، نحصل على مزيج وطني متماسك لا تستطيع أي قوة أن تفصل بينهما...."

لكن هذه الصور، لم تشوّش على الاجماع الوطني لخوض معركة الجرود ضد الارهاب. فالمداولات تؤكد الدعم الواسع الذي يتلقاه الجيش، حتى لو أرفق في بعض المداولات بإشراك حزب الله في المعركة، بوصفه شريكاً في العملية، ومنسقاً مع الجيش. ثمة لغة مشتركة لقتال التنظيم الارهابي، وطرده من الجرود. وثمة لغة مشتركة تؤكد أن قدرات الجيش أكبر من توقعات البعض، حين حاز على الغطاء السياسي. 

الجيش على الجبهات، والشعب يؤازره في جبهة مجازية اطلقها الجيش نفسه، ليقاتل، الى جانب رافده الشعبي، في جبهة واحدة ضد الارهاب.