خسارة لبنان أمام إيران: يا قديسين أدركونا

نذير رضا
الخميس   2017/08/17
التضرع للقديسين على نية فوز لبنان في في بطولة آسيا لكرة السلة
الاحباط اللبناني نتيجة خسارة لبنان أمام منتخب إيران في بطولة آسيا لكرة السلة، يتخطى الاعتبار الرياضي، بالنظر الى أبعاد سياسية أحاطت بالمباراة، ما قاد نتيجتها الى شيوع شعور بـ"الهزيمة" السياسية أمام ايران التي "تتمدد عسكرياً ورياضياً"، كما جاء في أحد منشورات "فايسبوك". 

فالتشجيع الذي مُنح للمنتخب اللبناني في العالم الافتراضي وعلى مدرجات الملعب، كان يطمح القائمون به إلى الثأر من ايران السياسية، عبر مباراة كرة سلة. يحمل معظم هؤلاء رؤية سياسية تعتبر طهران مسؤولة عن الانتكاسات السياسية في العالم العربي، عبر تدخلاتها العسكرية، وفرض نفسها لاعبة في المشهد. وعليه، وجدوا في المباراة الرياضية، فرصة لتعويض الانتكاسات السياسية، لكن نتيجة المباراة جاءت محبطة. 

ولم تقتصر تداعيات النتيجة على الإحباط، بل ذهب البعض، على نحو غير واقعي، الى اعتبار ما حدث "هزيمة رياضية تتوج سلسلة الانتكاسات في الصراع مع إيران". وهي مغالاة، لا تقارب الوقائع السياسية التي تحكمها موازين القوى العالمية، لكنها الطبيعة البشرية وتجليات الثقافة اليومية. فنما الشعور بضرورة الفوز على منتخب ايران، بشكل قياسي، خلال الأيام الاخيرة، ووصل الى حد التضرّع إلى القديسين منعاً لانتكاسة وطنية. كثيرون يشعرون بأنهم ما عادوا يملكون سوى الأمل في تلك الانتصارات الصغيرة، انتصارات الهامش، وهذا في حد ذاته سبب للإحباط، لمأساة العجز، يفوق الحزن لخسارة المنتخب اللبناني. 

فالمباراة، في النهاية، مثّلت اختباراً للانتماء الوطني، في ظل تأييد شريحة من اللبنانيين للمحور السياسي الايراني. وكان بعض الممانعين يستبقون المشهد بالمجاهرة بتأييد المنتخب الوطني وتشجيعه، منعاً للوقوع في "الخطيئة" أمام لبنانيين على الضفة المناهضة لطهران. وفي المقابل، كان الطرف الثاني يضع الممانعين أمام تحديات إثبات الانتماء الوطني، وهو ما تعرّض لخروقات.  

لكن التوق لتسجيل فوز رياضي، يعتبره الناس فرصة ممكنة، إذا ما قيس بحجم القدرات السياسية والعسكرية للفريق الخصم. قد يُستثمر لفترة وجيزة، ويهشم صورة الخصم القوي الذي غلب مناهضيه على الحلبة السياسية. وعلى اي حال، ليس التوق اللبناني لفوز مشابه هو الأول في العالم، ولن يكون الاخير، رغم السمو المفترض لأي تحد رياضي عن المناكفات السياسية والمصالح الاقتصادية. إذ سبق لإيران نفسها أن لعبت الدور اللبناني الحالي، خلال مباراتها في مونديال 1998 ضد الولايات المتحدة، في فرنسا. حينها، اعتبرت إيران أنها حققت تفوقاً على الولايات المتحدة، بعد الفوز بنتيجة 2 – 1.  
لكن نتيجة مباراة لا تحسم تفوقاً، ولا انتكاسة سياسية لأي راغب في تحدي مناهضيه. وبدلاً من الإحباط نتيجة الخسارة أمام طهران، كان ينبغي البحث في أسبابها، والتي منعت المنتخب اللبناني من استعادة أمجاده التي بلغت ذروتها في أواخر التسعينيات، كبطل لآسيا في كرة السلة.