"الذكاء الصناعي" في "يوتيوب": غبي في سوريا

المدن - ميديا
الإثنين   2017/08/14
يبدو أن جهود شركة "غوغل" العالمية، لمحاربة انتشار المحتوى المتطرف عبر منصتها لمشاركة الفيديو "يوتيوب"، بدأت تواجه بعض الإحراج، بعدما استهدفت التكنولوجيا المستخدمة من طرفها، مقاطع فيديو نشرتها منظمات حقوقية وصحافيون ووسائل إعلام سورية معارضة، توثق جرائم الحرب المرتكبة في البلاد.


وتعرضت قنوات في "يوتيوب"، تابعة لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني وشبكة "أورينت نيوز" السورية المعارضة ومنظمة "إيروورز" الحقوقية، لحذف مقاطع فيديو فيها أو تعليقها، بعدما اعتبرت "متطرفة" من خلال التكنولوجيا الآلية الجديدة عبر الذكاء الصناعي في "يوتيوب".


يأتي ذلك بعد إطلاق "يوتيوب" تحديثاً جديداً حول التزامها بمحاربة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت، مطلع الشهر الجاري، من خلال استخدام تقنيات ذاتية التعلم لاكتشاف أفضل وإزالة أسرع للمحتويات المخالفة، لكن 75% من مقاطع الفيديو التي تمت إزالتها بعد ذلك، بتهمة المحتوى المتطرف، أزيلت من دون أي إنذر مسبق، ما أدى لنتائج غير دقيقة.


وحسب سياسة المحتوى الخاصة بـ "يوتيوب" يحصل مستخدمو المنصة الذين تستهدفهم تقنية الشركة بناء على بثهم محتويات متطرفة، على ثلاثة إنذارات على المحتوى الذي تم الإبلاغ عنه من طرف مستخدمين آخرين، قبل إزالته بشكل نهائي من المنصة.


من جهتها، أعلنت "إيروورز" عن حذف ثلاثة من مقاطع الفيديو التابعة لها هذا الأسبوع، توثق إحدى الغارات الجوية التي شنتها قوات التحالف في عام 2015 بالقرب من الرتبة في العراق، وضربة جويلة للتحالف الدولي العام 2016 على سيارة تابعة لتنظيم "داعش" بالقرب من مدينة منبج السورية، وضربة جوية أخرى في العام نفسه على مقر عسكري للتنظيم المتشدد في منطقة هيت العراقية.

وبعد التواصل مع "يوتيوب" تمت إعادة المقاطع من جديد، لكنها باتت تحمل تصنيف "+18 عاماً" عليها.


وفي شهر حزيران/يونيو الماضي، أعلنت "غوغل" عن خطتها المنتظرة لمعالجة التطرف، وأشارت فيها إلى زيادة الاعتماد على أنظمة الذكاء الصناعي والخبراء المستقلين، كجزء من برنامج "يوتيوب" الموثوق به لتحديد مقاطع الفيديو المخالفة واتخاذ مواقف أكثر صرامة تجاه أشرطة الفيديو المثيرة للجدل من أجل تحديد قرار بشأن كونها تنتهك جهود مكافحة التطرف أم لا.