حسين خريس خارج MTV: حولوني الى إرهابي!

علي سعد
الثلاثاء   2017/08/01
انتفاء الحاجة لخدماته، محيّر فعلاً في هذا الوقت
العتب، والكثير من الغصة، يشعر بهما مراسل قناة "أم تي في" حسين خريس بعدما أصبح خارح أسوار المحطة بسبب "سياسة تقشف مالي" كما أُبلغ مع عشرة موظفين آخرين يعملون تحت الهواء. وهي أسباب، وإن كانت ممكنة بالنسبة للموظفين العشرة، فإنها تحمل الكثير من علامات الاستفهام حول خريس الذي جرى اختياره وحيدا من بين الذين يظهرون على الشاشة.

لا يريد خريس في حديثه مع "المدن" تحليل سبب توقيفه عن العمل. يكتفي بما أبلغته به إدارة القناة، ويرسل الكثير من علامات الحب الممزوجة بالعتب قائلاً: "أدخلتهم الى الضاحية ثم الى داخل أسوار المعارضة السورية، ويوم تبادل الأسرى كانت كل القنوات تنقل عن "أم تي في"، حتى تحوّلت بنظر البعض الى إرهابي بسبب سعيي لتأمين السبق الصحافي دائما تحت اسم القناة".

لكن أسباب القناة واضحة.. فهي استغرقت كثيراً في عملية الدخول الى معاقل التنظيمات المتشددة، وفتحت لهم الهواء باسم حرية ممارسة العمل الصحافي والإعلامي، وهو تبرير مقنع من دون الدخول في تحليل تلك التجربة وأداء القناة وهل مارست الحرية بمسؤولية؟، وعندما قررت قناة المر غسل يدها من تلك التجربة، أوقفت المراسل الذي أمن لها السبق الصحافي، وهو ما لا يمكن تبريره.
ليس لقناة "أم تي في" عذر مقنع في توقيف خريس إن لم يكن السبب مالياً فعلاً رغم أن التقشف لم يشمله الا هو. فانتفاء الحاجة لخدماته، محيّر فعلاً في هذا الوقت. ذلك ان خدماته، بدأت بإدخال المحطة الى الضاحية الجنوبية بقوة علاقاته الشخصية وليس بقوة القناة، على عكس مراسلين آخرين أثبتت التجربة أن نجاحهم كان مرتبطاً بالقناة التي يعملون فيها، وذلك قبل أن ينتقل الى الجرود حيث تنقل بين الإرهابيين وقابل العسكريين المختطفين لدى جبهة النصرة برضا ومباركة من إدارة القناة. كل ذلك لا يبرر توقيفه بشكل نهائي عن العمل.

و"أم تي في" التي تعاطت مع الأحداث السورية بمنطق مناصرة المعارضة، ومعارضة النظام بهدف التصويب دائما على حزب الله في الداخل، كانت مجبرة في معركة عرسال الى ممارسة براغماتية اعلامية حولتها، كما باقي القنوات، الى مؤيد لمعركة الحزب داخل الأراضي اللبنانية، وربما تعتبر اليوم أن العودة الى التصويب عليه من البوابة السورية انتهت صلاحيته وانتهت معها صلاحية خريس على شاشتها.

ليس مجدياً اليوم مناقشة تجربة خريس ومدى صوابيتها، لكن مناقشة تجربة قناة المر واجبة، وهي رسالة سلبية للمراسلين الصحافيين الذين يذهبون الى النهاية في خدمة سياسات القنوات التي يعملون بها، فهؤلاء قد يصبحون في أي لحظة عاطلين عن العمل مع فرص متدنية في تدبير عمل جديد.

وتجربة خريس هذه قد تعمم على مراسلين آخرين ضمتهم القناة مؤخراً ولم يتمكنوا حتى الساعة من إثبات قدرتهم على تحطيم جدران مشابهة لتلك التي حطمها خريس، وهو ما يضعهم بين خطرين، إما التوقيف عن العمل وهو أمر سيحرق أوراقهم، أو فقدان تلك الشعبية التي بنيت في وقت سابق على اسم قنوات أخرى.

لم يحدث بين خريس و"أم تي في" أي خلاف في وقت سابق، ما يؤكد رضا القناة على أدائه، وهو اليوم يحفظ للقناة الكثير من الود للتجربة التي قضاها على شاشتها.. ويقول: "لا أحقد على أحد" مستشهدا بقول للمرجع الشيعي السيد محمد حسين فضل الله: "الحقد لا يكون مقدساً، الحب هو الذي يكون مقدساً".