فشل تكريم رضا عنتر: "فايسبوكيون" حشدوا للمقاطعة!

علي سعد
الأربعاء   2017/07/05
كان لتغيير الملعب الذي يحتضن المباراة، من صور الى صيدا، دور في مقاطعتها
يُفترض بحدث بحجم تكريم اللاعب اللبناني الدولي، رضا عنتر، أن يملأ الملعب الذي يحتضن المباراة بالجماهير الوفية للاعبيها، خصوصاً النجوم منهم، كما يحصل في الملاعب العالمية، وأن تبدأ الحملات في مواقع التواصل الاجتماعي قبل المباراة بالدعوة للحضور الكثيف، وليس للمقاطعة كما حصل فعلياً.
خلافاً للافتراض الاول، يمكن الجزم بأن كل ما قيل ويقال في مواقع التواصل، خلال مباراة التكريم وبعدها، والتي جرت بحضور نجوم برشلونة، يأتي بالدرجة الأولى كتعبير عن الغضب والأسى لما آل اليه هذا الحدث الكبير، والذي يعبّر فشله في استقطاب الجمهور عن قصر نظر في التسويق الدعائي لمثل هذه الأحداث.

إن أحداً لم يُعجب بطريقة تكريم أحد أبرز نجوم كرة القدم اللبنانية. حتى عنتر نفسه، نُقل عنه أنه كان غاضباً من سوء التنظيم والذي أدى الى حضور جماهيري خجول جداً لم يتجاوز المئات، رغم وجود سيرجيو بوسكتش، وجيرارد بيكيه وخوردي ألبا، وهم نجوم فريق برشلونة الأسباني المتمتع بقاعدة جماهيرية عريضة في لبنان.

لا شك أن الحدث لم يرضِ التركيبة الرياضية اللبنانية، فاشتعلت مواقع التواصل بالدعوة الى مقاطعة المباراة بسبب مطالب فئوية ومناطقية قد يكون بعضها محقاً، لكنها لم ترتقِ الى المستوى المطلوب في التعاطي مع الحدث الكبير. فكان خيار المقاطعة مدمراً لعملية تكريم إستحقها عنتر الذي قدم الكثير للكرة اللبنانية وللمنتخب الوطني، ورفع اسم لبنان عالياً في محافل كروية عالمية.

وكان لتغيير الملعب الذي يحتضن المباراة، من صور الى صيدا، دور في مقاطعتها من قبل الجمهور الصوري الذي اعتبر أن عنتر كان يجب أن يكرم في صور حيث كانت انطلاقته الكروية، فيما كان استبعاد أو اعتذار نجم الكرة المعتزل جمال الحاج عن المشاركة سبباً آخر في الدعوة الى مقاطعتها.

الدعاية لم تكن بالمستوى المنتظر.. افترض المنظمون أن مجرد حضور النجوم العالميين الثلاثة سيملأ المدرجات، لكن ما حصل أن زيارة اللاعبين لمركز تسوق تجاري على تخوم بيروت إستقطب جماهير أكبر. وفي مثل هذه الحالات، كان يفترض بالتسويق أن يتم من خلال اللاعبين أنفسهم، بحيث يظهرون في فيديوهات دعائية ويدعون الجمهور لحضور المباراة.

كما أن حضور النجوم اللبنانيين لم يكن واضحاً أو مؤكداً قبل المباراة، الأمر الذي ربما ساهم في عزوف الجماهير عن حضور اللقاء، وهو الثالث من نوعه الذي يحتضنه لبنان هذه السنة، ويمكن اعتبار أن اثنين منهما فشلا فيما الثالث لم يحقق النجاح المطلوب.

الموضوع لا يتعلق بعنتر وحده بل بقدرة لبنان على احتضان أحداث على هذا المستوى، وهو لم ينجح حتى الساعة في الارتقاء الى مصاف الصورة المطلوبة ليصبح محطة للنجوم العالميين، كما هو الحال في العديد من البلدان التي حطت فيها فرق النجوم وامتلأت ملاعبها بالجماهير، علماً أن هؤلاء النجوم عادة ما يتقاضون مبالغ مالية مقابل جولاتهم العالمية.

وبالتالي فإن غياب الجماهير قد يصيب الشركات المنظمة والقادرة على استقطاب النجوم واحضارهم الى لبنان، بخسائر مالية ستجعلها تعيد التفكير، في أي محطة قادمة، قد يكون فيها حضور نجوم الى لبنان أمراً ممكناً لكنه سبيقة من دون فعالية إذا لم ينزل الجمهور الى الملعب.

عموماً، انتهى الحدث بخيبة أمل بلا عزاء، وليس واضحاً ما إذا كان لبنان قادراً بعدها على اجتذاب نجوم الكرة الذي يعشقون الكاميرات وأصوات الجماهير الصاخبة، وهو ما قد يكون ممكناً تعويضه من خلال جردة حساب لمجموعة الأخطاء التي رافقت تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة.