في "تويتر": "داعش" حَيّ يُرزق

نذير رضا
السبت   2017/07/29
في "تويتر" خواصر رخوة أيضاً، يقتحمها التنظيم بأسماء مجهولة، تماما كما اسماء مقاتليه ومناصبهم
لم تحسم التبليغات في المواقع الالكترونية عن مواد داعشية، إبعاد مناصري التنظيم عن الفضاء الالكتروني. فالتراجع الميداني، أسكت التنظيم في الفضاء الالكتروني، بعد ما أخذ فرصته للتبجح، وإعلان "الانتصارات" المزعومة، تلك التي عادت عليه بالانتشار. 
والحديث عن حصر أسباب تراجع نشاطه الالكتروني في حملات التعبئة والتبليغات ضده، ينطوي على شيء من المبالغة، ذلك ان العملية التي نفذها التنظيم في منطقة شرق الكرامة في الرقة، أول من أمس، وأسفرت عن سقوط عدد من القتلى في صفوف "قوات سوريا الديموقراطية"، تحولت الى ذريعة لاستعادة بعض من نشاطه الدعائي في الشبكة العنكبوتية، وهي تؤشر الى ان "داعش" يحيا على البطش، ودعايته تقوم على ما يسميها بـ"الانتصارات"، بما يتخطى أي اجراء آخر. 

سبعة أسابيع على انحسار نفوذ التنظيم في "تويتر"، إثر الهزائم المتتالية في معركة الرقة، عوّضها بعملية عسكرية، الجمعة، إثر مهاجمة معسكر "قوات سوريا الديموقراطية" شرقي الكرامة في الرقة. وكالة "أعماق" تم إحياؤها من جديد، والوسوم الخاصة بالتنظيم، التي أفضت الى ظهور مناصرين له اختفوا في وقت سابق نتيجة الملاحقة الفعالة لحساباتهم في "تويتر". 

فقد واظبت وكالة "أعماق" على نشر مستجدات الهجوم، فيما تداول كثيرون أنباءها، صباح السبت، والتي زعمت فيها أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" عادوا أدراجهم. ظهرت حسابات جديدة في "تويتر" بأسماء جديدة، مثل أبو اليمان الجنوبي، وطوق الياسمين وعشاق الموت فضلاً عن حسابات مجهولة الاسم والعنوان، تنتشر فقط إثر نشر هاشتاغات مألوفة في حساباتها. 

ظهور تلك الحسابات، يعني أن التنظيم يعتاش على اللحظة. الاستراتيجية، التي كانت تقوم على تكريس الاسم والهوية، تبدلت. تشبه تلك الاستراتيجية، خططه العسكرية التي تقتنص لحظات ضعف، أو خواصر رخوة. ومنها، يُستدل الى أنه في "تويتر" أيضاً خواصر رخوة، يقتحمها التنظيم بأسماء مزيفة، تماماً كأسماء مقاتليه ومناصبهم. وإذا كان البطش في الميدان يتيح للتنظيم فرصة البقاء، فإن إقتناص اللحظة في "تويتر"، وتعميم الكراهية عبر خطاب ارهابي وطائفي مقيت، يدعّم وجوده، ولو مؤقتاً. 

التفاعل مع "داعش"، وجمع المناصرين، يقوم أساساً على خطاب المظلومية المذهبية. ومهما بُذلت الجهود لإسكاته، فإن أسباب اللوذ بالصمت خوفاً، لا تلغي أن مناصرين له ما زالوا يعتقدون بما يؤمن به، ويظهرون بعد لحظات تقدم ميداني باتت مفقودة الى حد بعيد، بفعل الانكسارات المتواصلة. وعليه، لا سبيل للتخلص من إعادة انتاج التنظيم لنفسه ولمناصريه، إلا بإلغاء الأسباب التي أدت الى ظهوره. فالانتشار الالكتروني، هو توأم الانتشار الميداني. يظهران معاً، وينحسران معاً. وقد خُلقا في الموقع نفسه، وسيُلغيان بالاستراتيجية نفسها. 

في غضون ذلك، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولى لمحاربة "داعش" تراجع نسبة المشاركة مع المواقع الداعشية في موقع "تويتر" بنسبة 92% خلال شهر مايو/أيار الماضي. وقال العقيد رايان ديلون، في مقابلة مع تلفزيون "الحرة" الأميركي، إن التحالف أطلق وسماً في "تويتر"/ #أسقطوا_داعش، بهدف إرشاد الزوار لطرق إبلاغ المسؤولين عن أي مواد داعشية. 
وخلال الأسبوع الماضي، وبجهود مشتركة لثلاث شركات تواصل اجتماعي أميركية، هي "تويتر" و"فايسبوك" و"غوغل"، أعلنت الأخيرة التي تملك موقع "يوتيوب"، تكنولوجيا جديدة لتقليل الإقبال على الفيديوهات الإرهابية في الإنترنت.