إمرأة غير محجبة تؤم المصلين في برلين.. والمسلمون ينتقدون

المدن - ميديا
الأحد   2017/06/18
أول مسجد "ليبرالي" يصلي فيه النساء والرجال معاً في برلين

بمجرد انتشار صور لامرأة غير محجبة تؤم المصلين في مسجد "ليبرالي" مختلط في العاصمة الألمانية يوم الجمعة الماضي، تعالت الانتقادات في مواقع التواصل الاجتماعي، بوصف المسجد "غير شرعي"، وبأن ما حصل يناهض عقيدة الإسلام.

فقد أسس مسلمون داخل مبنى تابع لكنيسة في برلين مسجداً "ليبرالياً" يكسر المحظورات، إذ يمكن فيه أن يصلي الرجال والنساء سوياً، بمن فيهم السافرات والمثليون، وأن تؤم المصلين فيه امرأة، وذلك في محاولة منهم للترويج لإسلام معتدل وكسر صورة العنف والتطرف التي ألصقها الجهاديون بهذا الدين.

ومع حلول صلاة الجمعة يرتفع صوت الآذان في أرجاء مسجد ابن رشد-غوتيه، وهو عبارة عن قاعة صغيرة اكتظت بالمصلين نساء ورجالاً. ولكن في هذه الصلاة الأولى، المؤذن هو امرأة، وهي الأميركية-الماليزية آني زونيفيلد التي تعتبر واحدة من "الأئمة" القليلات في العالم.

بعدها تستهل امرأة اخرى هي المحامية الألمانية-التركية سيران أتيس (54 عاما) بعباءتها البيضاء وشعرها القصير المكشوف، صلاة الجمعة بعبارات ترحيب بالمصلين.

وتقول هذه المرأة البرلينية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق النساء والشهيرة جداً في معرض تعريفها بالمسجد الذي شاركت في تأسيسه "نريد توجيه رسالة ضد الإرهاب الإسلامي واختطاف ديانتنا. نريد أن نمارس ديانتنا معاً".

أما المصلون الذين احتشدوا جنبا الى جنب نساء ورجالاً وقد ركع كل منهم على سجادة صلاة فردية خضراء فيسجدون باتجاه القبلة أمام عدسات المصورين وتحت أنظار مسيحيين ويهود تمت دعوتهم إلى هذه الصلاة الافتتاحية التي أثارت عاصفة من ردود الفعل عبر الإنترنت.

وتحت هاشتاغ #Mosque without #Islam، ُشنت حملة على المحامية أتيس، حيث قال مسلمون ألمان أن عارفيها "يدركون أنها مسلمة لكنها لا تستند إلى أصوله"، فيما قال آخرون: "ننظر الى ما يحدث متعجبين، فما يحدث غير موجود في جذور الإسلام بأكمله". ووصف آخر مجموعة المصلين بأنهم "تكتل عشوائي لمختلف منتقدي الإسلام"، مشككاً بأن هذه الجماعة ستستمر.

وفي حين كانت بعض المصليات محجبات فإن مصليات أخريات لم يجدن أي حرج في الصلاة من دون حجاب والإنصات الى الخطبة التي ألقيت بالالمانية.

والمبادرون إلى تأسيس هذا المسجد هم سبعة ناشطين وناشطات لم يجدوا مكاناً لهم في المساجد المحافظة لأداء الصلاة كما يريدون فأطلقوا هذه المبادرة.

وتقول أتيس التي أثارت "فضيحة" في أوساط المسلمين بدعوتها الإسلام إلى ثورة جنسية أن "هؤلاء السادة والسيدات (السلفيون) عليهم أن يكفوا عن السعي لسلبي حقي في أن أكون مسلمة".

وهذا المسجد، وهو واحد من حوالى 80 مسجداً في برلين، أقيم في الطابق الثالث من مبنى تابع للطائفة البروتستانتية ويضم أيضا كنيسة ودار حضانة، في خطوة أراد منها المؤسسون التأكيد على انفتاح مسجدهم على الجميع.

ويؤكد المؤسسون أن كل تيارات الإسلام مرحب بها في هذا المسجد التقدمي الذي أطلق عليه عن قصد اسم "ابن رشد-غوتيه" تيمناً بكل من الفيلسوف والطبيب الاندلسي الشهير ابن رشد والكاتب والمفكر الألماني فولفغانغ غوتيه.

وبذلك فإن المسلمين السنة والشيعة والعلويين والاسماعيليين.. هم جميعاً موضع ترحيب في هذا المسجد الذي يفتح أبوابه أيضا أمام المثليين.

ويقول الخبير الألماني في الشؤون الإسلامية عبد الحكيم أورغي أن "هذا المسجد يتيح أمام المسلمين إمكانية التعريف عن أنفسهم بطريقة جديدة... سنعمل على نزع الصبغة السياسية عن الاسلام لأن الدين شأن خاص".

وجرت الصلاة في حين انتشر أمام المبنى عناصر من الشرطة في إجراء احترازي على الرغم من أن مؤسسي المسجد أكدوا انهم لم يتلقوا أي تهديد مع علمهم بأن ما يقومون به ليس موضع ترحيب من كثيرين.