جديد.. "حركة أمل" الإلكترونية

نذير رضا
الإثنين   2017/05/22
لم تكن التصريحات الخاصة التي أدلى بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لصفحته في "فايسبوك" سوى جزء من خطة تطوير سياسية - إعلامية بدأتها "حركة أمل" لمواكبة الإعلام البديل. وهي إذ لم تقتصر على ممثلي الحركة في الحكومة، أي وزير المال علي حسن خليل والوزيرة عناية عز الدين والوزير غازي زعيتر، إضافة لممثلي الحركة في البرلمان، فإنها كشفت عن خطة لتعزيز وجود "علمي" و"محترف" للحركة في العالم الافتراضي.


قبل أشهر بدأت الورشة بإعداد منظومة إلكترونية فاعلة "تعبّر عن الموقف الرسمي للحركة"، تمت مواكبتها بتوحيد المنصات، وحيازة دمغة رسمية مثبتة من شركتي "فايسبوك" و"تويتر"، لتكونا الصفحتين الرسميتين في الموقعين، تلتها مجموعة من الإجراءات المتنوعة بين الإجراءات الحمائية والأمنية التي يتولاها متطوعون ومحترفون في العمل الإلكتروني من مناصري الحركة وأعضائها الشباب تحت إشراف قيادة الحركة مباشرة.

وتوصل أولئك التقنيون أخيراً "للسيطرة على التمدد المشبوه" إلى تلك المنصات، كما يقول مصدر مواكب لحركة التطوير الإلكتروني في القسم التقني في الحركة، موضحاً لـ"المدن" أن من ضمن الإجراءات "إغلاق منافذ الدخول لتلك المنصات من مجموعة بلدان مشبوهة يسعى منها المتابعون إلى وضع تعليقات تشجع على الخطاب الفتنوي". ويؤكد المصدر أن الإجراءات أفضت إلى "تنظيف الصفحات الإلكترونية الحركية من 5000 حساب إلكتروني من إسرائيل"، مضيفاً أن الفريق الذي يعمل على إجراءات الحماية اتخذ القرار بإغلاق هذا الباب "على قاعدة أن إسرائيل حين تكرم أفيخاي أدرعي على جهوده فإنها تدرك مدى مساعيه ومساعي ناشطيه لتشجيع الفتنة وزرعها في العالم العربي".

والواضح أن "حركة أمل" حين اتخذت القرار بتفعيل الصفحات، فإنها لم تعر اهتماماً لأرقام المتابعين بقدر ما تولي اهمية لـ"إيصال الفكرة وتنمية المجتمع بعيداً من الإثارة والخطابات التقسيمية والطائفية" كما يقول المصدر، ذلك أن سياسة إدارة الصفحة الإلكترونية لا تولي أهمية للعدد بل للتواصل، وتتطلع إلى متابع متفاعل ومهتم بالقضايا اللبنانية و"بإرث" الحركة و"أدبياتها".

ويأتي تفعيل هذه الصفحات كمحاولة لسد الفراغ الذي تركه الإعلام التقليدي في ما يخص سياسة "حركة أمل" وتجربتها الحزبية، مع العلم أن توحيد الصفحات الرسمية لم يلغ صفحات أخرى محلية أو موجهة لفئات عمرية مختلفة، مثل صفحات "كشافة الرسالة الإسلامية" أو "مكتب المهن الحرة" أو الصفحات الأخرى في المناطق. على أن المادة المنتجة في سائر الصفحات موجهة إلى مراحل عمرية مختلفة، وتساهم، بحسب الفريق الإلكتروني للحركة، في التعريف "بأدبيات الحركة وتاريخها في ما يخص مقارعة إسرائيل وموقف الحركة من الصراع العربي الإسرائيلي وموقعها الوطني في الساحة السياسية الداخلية".

هذه الجهود بدأت قبل خمس سنوات إثر مبادرات فردية وشخصية عملت بشكل خاص على أشرطة الفيديو والصور وإنتاجات "المالتميديا" والوسوم التي تذكر بمناسبات حركية، مثل ذكرى الشهداء، وتطور في الآونة الأخيرة إلى "فيديوغراف" ساهم فيه متطوعون متخصصون في "الغرافيكس" والزوايا التقنية المرتبطة بالسوشال ميديا.

ويقول المصدر أن الاعتماد بشكل خاص هو على هؤلاء المتطوعين، والناشطين المحترفين من أعضاء الحركة، وهم في معظمهم من الشباب الذين بدأت الحركة بمنحهم أدواراً أساسية في العمل الحزبي منذ العام 2004، وقد وصل قسم منهم إلى "عضوية المكتب السياسي، بينما يشكل الشباب أيضاً ثلث عدد اعضاء الهيئة التنفيذية في الحركة".

هذا التطوير تتم مواكبته من قيادات الحركة التي فعّلت وجودها الإلكتروني بشكل كبير، في القسم السياسي الرسمي في الحركة إضافة إلى المشاركات في الحملات الإلكترونية "الحركية" التي يشارك فيها المناصرون والأعضاء.

ففي القسم الأول يدلي وزراء الحركة ونوابها بمواقف سياسية في صفحاتهم الخاصة يتم تداولها وإعادة نشرها في المنصات الإلكترونية التابعة للحركة، بينما يشارك الوزراء والنواب أنفسهم في الهاشتاغات التي تنتج في المناسبات، ولعل آخرها هاشتاغ #شو_صار_ب17_ايار و#٢٥_ايار و#قطاف_التحرير، فضلاً عن مبادرات خاصة يقوم بها وزراء الحركة في الحكومة خارج السياق السياسي، مثل الحوار الإلكتروني المفتوح المباشر بين الوزير علي حسن خليل والمدونين اللبنانيين، والمحادثات العلمية خارج الكادر السياسي بين الوزيرة عناية عز الدين ومتابعيها في السوشال ميديا.