نادين الراسي.. أين صورها الحميمة؟

نذير رضا
الأحد   2017/04/30
لا يشير حجم التداول لصور الممثلة نادين الراسي المسربة، الا الى تمدد الهوس بالخبر الأصفر، من الصحافة الصفراء الى سلوكيات اللبنانيين. ثقافة إشاعة الفضيحة، تتوسع وتكبر، لتشغل الرأي العام بالكشف، ثم بالتحليل، والملاحقة الخبرية بعدها، على أنه خبر جدّي. 
الملفت أن خبراً مشابهاً، يتم التعاطي معه كحدث جديّ، لا يقل خطورة عن تطورات الوضع السياسي في الاقليم. الفضيحة اذن، توازي القلق الوجودي أهمية.. وتقاربها من ناحية الإشغال النفسي لجمهور واسع يعتقد، زوراً، أن اقتحام خصوصية نادين الراسي وأخواتها، هو كشف في المحظور، وخرق للمستور، وبلاغة تستدعي المتابعة والتحليل. 

بالتأكيد، ما سُرّب لا يرقى لأن يكون صوراً حميمة، مع أن عشرات المواقع الالكترونية، وحسابات التواصل الاجتماعي، أجمعت على اعتماد هذا المصطلح في توصيف صور الراسي المسربة. انها صور عائلية، ومناسبات تجمع الاصدقاء. وما صورة القُبلة التي اعتبرت دليلاً على علاقة مزعومة، سوى تأكيد بأن اختلاق مناسبة لزعم الفضائح، هو حرفة عربية ترضي شغف القارئ بالتلصص على حياة الاخرين، بلا مبرر، وفي غياب كل وازع أخلاقي وإنساني. 

والواقع أن كشفاً من هذا الوزن، يعادل صفراً في الضخ الاخباري العربي. ليس بسبب تفاهته، بل بسبب هشاشته. فلا نشر صور الراسي، فضيحة تستدعي هذا الحشد اللغوي الذي قاد إلى اعتبارها سبقاً صحافياً.. ولا هي صور حميمة بالمعنى الجنسيّ الذي يستوجب هذا الانزلاق الاخلاقي للغوص في خصوصيات امرأة، قبل أن تكون ممثلة.. وما نشر الصور، سوى إسفاف أخلاقي، وشغف باختلاق فضيحة، والعيش على مزاعمها. علماً أن الراسي، وسواها، حرة قبل كل شيء في حياتها الخاصة، لو كانت لها علاقة مع أي رجل تختاره. 

هذا المبدأ الاخلاقي، تخطته الراسي التي لم تقتنع بأن فضيحة مشابهة، لا تستأهل رداً تبريرياً منها. فقد نفت أن تكون عشيقة رجل متزوج، وهو رد هشّ لم يلغِ هوامش التشكيك، بالنظر الى ان الفضحية، لا يلغيها التوضيح.. وهو نفي سيزيد الأمر غموضاً، ويمدد حياة "الفضيحة" لأيام أخرى. 

وبصرف النظر عن قضية الراسي، أو سواها الكثير من الممثلين ونجوم الغناء الذين تعرضوا لشائعات وفضائح مشابهة، فإن الفضائح الاخلاقية تخدم الطرفين: جمهور يعتاش على خصوصيات الناس، ونجوم تثبت الفضائح مواقعهم على ألسنة الجمهور، كون الدعاية السيئة هي دعاية في النهاية.. لكن مساوئها، في حالة الراسي، أنها تصرف النظر عن إنجازاتها الفنية، وهو ما أيقنته الراسي بإعادة نشر صور لها من مواقع التصوير، للتأكيد بأن الفضيحة لن تدفع بها الى الظل.. فنياً.