مالك مكتبي.. كسب "الرايتنغ" بأمسيات الفرح

نذير رضا
الخميس   2017/04/27
مكتبي لا يبحث عن الرايتنغ من قلب مأساة، أو من ذيل قضية جنسية
لا يكف مالك مكتبي عن التحليق خارج الشائع. المساحة التي اوجدها لنفسه، تسكن عالماً تلفزيونياً مغايراً. عالم الجمال والحب والابتسامة. لا ينافس على المألوف والمتوقع، ولا يتواجد في ساحة الآخرين. على العكس، نجاحه قد يدفع الآخرين للالتحاق به، بحثاً عن ابتسامة. 

حين بدأت لعنة "الرايتنغ" في لبنان، أوجد مكتبي لنفسه مساحة جديدة، لا تماثل "التشابه" القائم بين البرامج الباحثة عن خبر، من قلب مأساة، أو من ذيل قضية جنسية. مقاربته للرايتنغ، تتمثل في تحقيق معادلة "الإسعاد" والدهشة. بحث عن ضيوفه من عوالم جميلة، وخاطبهم بالضحكة والاستغراب. ولعل حلقة مساء الاربعاء الماضي، هي أبلغ تعبير عن عرض تلفزيوني مغاير، يرفع نسبة المشاهدة، بعيداً عن الإسفاف والقرف. 

ستندهش بطلاقة الاطفال ومواهبهم في الحلقة الاخيرة من "أحمر بالخط العريض". تضحك، باستغراب، لقدرة طفل على التعبير عن نفسه. وعن مخيلته. هؤلاء ليسوا أطفالاً موهوبين بالغناء والرقص فحسب. يمكن للمشاهد أن يأخذ الحكمة منهم. ورسالة العيش المشترك بين "المسلمين والمسيحيين"، كما قالت الطفلة المصرية فيروز. أدت أربع أغنيات، وتعاطت مع مكتبي من موقع نديّ، بذكاء مفاجئ. 

ومثلها، فاجأنا أطفال آخرون. لبنانيون وسورية. حوّلوا الامسية الى ليلة رقص لا تنتهي  بمجرد انتهاء العرض. فتداعيات الامسية، أكبر من أن تنتهي في ليلة، كونها توسم البرنامج ككل بطابع الحب والفرح. تلك المساحة المفقودة من عوالم الشاشات المحلية، التي تبدأ بأخبار الاستياء، ولا تنتهي بالسخط والغضب مما آلت اليه أوضاع التفكك السياسي في البلد، واهتزاز الامن الاجتماعي.

يتقن مالك مكتبي كيف يأتي بالابتسامة. مساحته الاجتماعية الخاصة، وظّفها في إسعاد المشاهدين. يجذب الجمهور، بلطف ولا تكلف. يكفيه أن ينسق مع فريق اعداده على اعداد أمسية، وليس حلقة تلفزيونية. يضحك، ونضحك معه، منتشين بمن نسعى لأن تكون حياتهم أفضل من حيواتنا البائسة.