البوست العربي: هل يعرض جديداً؟

أحمد ندا
الخميس   2017/04/27
 
بعد عام ونصف على استقالة الصحافي خالد البري من رئاسة تحرير "دوت مصر"، والإنقطاع التام عن التواجد في المجال العام، يعود مرة أخرى بإعلان عن تدشين موقع جديد يحمل اسم "البوست العربي"، على حسابه الشخصي في "فايسبوك"، حيث قدم فيديو يشرح فيه فكرته عن موقع قائم بالجهود الشخصية بأبسط الإمكانات ليكون منصة لتبادل الخبرات العملية.

الفكرة كما عرضها البري، عبارة عن مكان جامع "لتدوينات" بالكلام والصوت والصورة، متاح للجميع أن يقدم فيها خلاصة تجربته الناجحة في أي مجال كان. بتعبير البري "سواء عمل مشروع أو مهمة أو عالج مريض أعمل مبادرة، أو حتى صلح جهاز في بيته ونجح وحابب يشارك معانا التجربة أو اللي حابب يتعلم المهارات دي".

لا يبدو من فيديو البري وحديثه أن هنالك فكرة ما واضحة يقوم عليها تنفيذ المشروع، مع إنه يحاول تقديم الموقع باعتباره تجربة جديدة في المحتوي العربي على الإنترنت، مع أن أكثر التعليقات "البديهية" التي تتداعى في التعليقات: "أليست السوشيال ميديا تقوم بذلك؟" وهو تعليق يحمل خلاصة فيها وجاهة عن المختلف في موقعه الجديد.

أليست مواقع التواصل الاجتماعي منصات سمحت للجميع أن يقدم فيها تجاربه وخبراته في كل مجال ومكّنت وأعطت مجالاً للتفاعل بين الجميع؟ المجموعات المتخصصة في فاسبوك، تقدم مثل هذه الخدمات وأكثر، وأيضا بالصوت والصورة والفيديو.

بل إن فكرة الموقع، لا تختلف كثيراً عن واحدة من التجمعات الإفتراضية الأكثر نجاحاً في بدايات الألفية وهي "المنتديات" التي بدأت في التاريخ العربي القريب كنواة للتواصل الإلكتروني، ثم زادت وانتشرت وتخصصت وقدمت نفس الفكرة، وبعضها ما زال سارياً ومؤثراً في مجاله. 

نذكر هنا منتدى فتكات على سبيل المثال، الذي ما زال واحداً من أكثر المواقع زيارة في المنطقة العربية بحسب موقع "إليكسا"، ويقوم المنتدى المعني بشؤون التدبير المنزلي والطبخ على تبادل الخبرات العملية بين المعنيين حتى صار مرجعاً موثوقاً في كثير من التفاصيل المنزلية، وبه العديد من النقاشات والسجالات حول التفاصيل المعروضة.

ثم مع ظهور مواقع التدوين "blogging" صار التدوين الشخصي أكثر اتساعاً، وما زالت الذاكرة القريبة تستدعي مدونات متخصصة، استطاعت تقديم خبرات وتجارب وترجمات ونصوص في كل المجالات المعرفية والعملية.

ما هو الجديد "المميز" في ما يقدمه خالد البري بموقعه الجديد؟ فهو يقدم فيه منصة قائمة على فكرة غير ممسوكة. هل يحاول "الاقتباس" من وجود مواقع التواصل الاجتماعي، أو على أقل تقدير، يخصص باب "المدونات" في المواقع والبوابات الإخبارية ليصير هو وحده الموقع؟ هل هنالك معايير في قبول التدوينات من عدمه؟ أو أنه يجمع عددا من المتخصصين ليدققوا في التجارب ومدى صحة ماجاء فيها؟

حتى الآن، ورغم وعد البري بإطلاق الموقع أول الشهر القادم، فإن الدخول إليه يحيل إلى الموقع الشخصي لخالد البري نفسه. وهو نفسه يتكتم على أية تفاصيل أكثر من المعروضة في الفيديو، لعل مفاجأة ما أو فكرة أكثر تميزاً بانتظار المتابعين عند إطلاق الموقع.