الهواتف الذكية.. غيّرت طريقة تفكيرنا؟

المدن - ميديا
الخميس   2017/03/23
أصبحت الأجهزة الذكية شريكة للذاكرة البشرية ما يسمح للإنسان بتفريغ المعلومات في تلك التكنولوجيا ونسيانها
منذ زمن غير بعيد، لم تكن التكنولوجيا الرقمية جزءاً أساسياً من حياة معظم الناس على الكوكب، لكنها تبدو اليوم قادرة على تغيير كثير من الأشياء في السلوك البشري، مع احتمال أن يؤدي التفاعل شبه الثابت مع التكنولوجيا إلى التأثير في الدماغ البشري، بحسب تلميحات توردها دراسات علمية متخصصة تشير إلى أن أجهزة الهواتف الذكية قد تغير كيف نتذكر وكيف ننتقل وكيف نخلق السعادة.


وتوضح نتائج محدودة غير متطابقة لدراسات مخبرية أن العلم يعاني من أجل تحديد هذه الظاهرة التي يصعب رصدها، مع الإشارة إلى أن التكنولوجيا وتقاطعها الدائم المستمر مع الدماغ البشري قد تغير استراتيجيات التفكير لدى الإنسان، حيث أصبحت الأجهزة الذكية شريكة للذاكرة البشرية ما يسمح للإنسان بتفريغ المعلومات في تلك التكنولوجيا ونسيانها وهي عملية تحميل مفيدة لكنها تأتي بآثار جانبية، كما أن الإنسان يواجه مشكلة الاستراتيجيات التي يقوم بها من أجل التنقل في عصر نظام تحديد المواقع "جي بي إس".

ومع ذلك تشير مجلة "ScienceNews" العلمية المتخصصة، إلى أن دراسة كبيرة درست تأثير الحياة الرقمية على الناس وخلصت إلى أن الاستخدام المعتدل للتكنولوجيا الرقمية لا أثر سلبياً في الصحة العقلية. لافتة إلى أن إيجاد إجابة لمعضلة: كيف تساعد التكنولوجيا تفكيرنا وكيف تعيقه... أمر شديد الصعوبة، خصوصاً أن الدراسات المخبرية والدراسات الرصدية للحالات لها عيوب تحد من القدرة على الوصول لنتائج حاسمة أو ملموسة.

ونقلت المجلة عن الباحثة في علم الأعصاب التطوري، ليا كروبيتزر، عدم استيائها من هذا الغموض العلمي، حتى لو كانت لا تستطيع إعطاء تقييم إيجابي أو سلبي على المشهد الرقمي الحالي، وإن كانت تؤكد أن التكنولوجيا تغير أدمغتنا البشرية بالفعل من دون أن يستطيع أحد الآن الجزم بمعرفة ما تعنيه تلك التغييرات.

ويرى كثير من العلماء أن فكرة التكنولوجيا كعنصر شرير بمواجهة الدماغ البشري مبالغاً فيها، لأن أي شيء من حولنا أو أي شي نقوم به يغير أدمغتنا بطريقة أو بأخرى، بما في ذلك التدريبات الرياضية والموسيقا التي تعيد تشكيل أجزاء من الدماغ، أو معرفة الطرق الملتوية التي يمكن استخدامها للهروب من الازدحام في مدينة لندن والتي تعيد تشكل تعامل الدماغ مع فكرة التنقل، وحتى الحصول على ليلة نوم هانئة تغير وتؤثر على الدماغ والسلوك البشري.

ويرى الباحث في علم الأعصاب من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، آدم غازالي، أن الإنسان مخلوق باحث عن المعلومات وأنه مدفوع إلى ذلك البحث بطرق قوية جداً، وعليه فإن التكنولوجيا الرقمية تعرضنا لتلك المعلومات بشكل غير مسبوق من دون أن نقوم بعملية البحث، وتسحبنا باتجاهها من هذا المنطلق وهو سحب لا يمكن للإنسان مقاومته أبداً.