"داعش" يكافح "الغزو الثقافي": قناة تلفزيونية في الرقة

المدن - ميديا
الثلاثاء   2017/03/21

في إصداره المرئي الجديد "عروة الدين" كشف تنظيم "داعش"، الاثنين، عن صور تعرض للمرة الأولى من قناته التلفزيونية الأرضية "البيان" التي تبث في مدينة الرقة، معتبراً أن القناة رد من التنظيم المتشدد على ما اسماه "الإعلام الكافر" الذي يقوم "بغزو الأسرة المسلمة وافتراسها عبر جهاز التلفاز".

وكان وجود قناة "البيان" في الرقة مجرد شائعات غير مؤكدة قبل الإصدار الجديد، فيما يقول ناشطون إن القناة نفسها ظهرت لفترة قصيرة عبر القمر الصناعي "نايل سات" قبل أن تحذفها إدارة القمر، علماً أن التنظيم يمتلك قناة أرضية مشابهة في مدينة الموصل العراقية تحمل اسم "قناة الخلافة الإسلامية".


ومنذ سنوات يعادي "داعش" التلفزيون ويحرم على المدنيين في مناطق سيطرته متابعة التلفزيون واقتناء أجهزة الاستقبال الفضائي، عبر سلسلة من الفتاوى والعقوبات التي طبقها بحق المخالفين، فضلاً عن تحطيمه مئات أجهزة الاستقبال والصحون اللاقطة في مناطق سورية وعراقية كدير الزور والرقة، وهو مشهد ظهر من جديد في سياق الإصدار الجديد، كدليل فعلي أن التنظيم يكافح "الغزو الثقافي الذي يقوم به الكافرون لاستهداف عقيدة التوحيد لدى الأسرة المسلمة، وتشبهاً بموسى الذي حطم عجل بني إسرائيل"، كما قال عناصر التنظيم الذين ظهروا في الإصدار.

وأظهر الإصدار لقطات من بث القناة والشعار البصري الخاص بها وعرضاً لمجموعة من برامجها ونشرات أخبارها، مهاجماً في الوقت نفسه الإعلام العربي والعالمي الذي يقلب الموازين، وهي نقطة كانت تحدثت عنها بيانات داعشية سابقة هاجمت الإعلام والتلفزيون. 


يتزامن ذلك مع اقتراب معركة تحرير الرقة التي تستعد لها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. ويبدو الفيديو في هذا السياق مجرد تحدٍ أجوف يردد شعار "باقية وتتمدد" أمام نهاية التنظيم الوشيكة. إلا أن تركيز الإصدار على الأطفال تحديداً كجمهور يتلقى تنشئته من مصادر عديدة بينها التلفزيون الداعشي الجديد، يجعل الفيديو يرتبط بفكرة "الجيل الثاني من تنظيم داعش".

بناء عليه لا يشكل الإصدار تباهياً من "داعش" بالقوة والاستمرارية فقط، بل يحمل أيضاً رسائل تهديد كثيرة للدول الغربية، تفيد بأن الحرب مستمرة لأجيال قادمة، خصوصاً وأن عدد الأطفال الداعشيين يعتبر كبيراً وقابلاً للزيادة، رغم أنه لا توجد أرقام دقيقة بهذا الخصوص، ومن دون أن تتوفر عنهم أي معلومات حول أسمائهم وأشكالهم وتاريخ نشاطهم وأماكن تواجدهم الفعلية. وهو ما يتجسد في الإصدار الجديد بمقاتل داعشي فرنسي لديه 9 أطفال يحيطون به خلال حديثه الدموي.