"نيتفليكس" لـ"المدن":6 مليارات دولار لـ2017..ونرحّب بنصوص عربية

وليد بركسية
السبت   2017/02/04
إيما وود لـ"المدن": نراعي سرعة الانترنت في الشرق الأوسط.. و"دليل التصنيف" يحلّ إشكاليات الجنس والدِّين
غيّرت خدمة "نيتفليكس" العالمية للمشاهدة عبر الطلب، الكثير من المفاهيم التقليدية حول الإنتاج التلفزيوني وطرق المشاهدة، وهي اليوم، كأكبر خدمة للبث التلفزيوني عبر الإنترنت في العالم، تبدو التطور الطبيعي للتلفزيون التلقليدي في المستقبل، حيث يتمتع الجمهور العالمي بمشاهدة ما يشاء وفق إرادته الحرة، بما في ذلك الجمهور في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، حيث باتت خدمات "نيتفليكس" متوافرة منذ عام تقريباً.
وللحديث عن أداء "نيتفليكس" في الشرق الأوسط وخططها ونظرتها للجمهور والبيئة التلفزيونية في المنطقة، تواصلت "المدن" مع إيما وود من المركز الإعلامي لـ"نيتفليكس" وكان الحوار التالي..



* كم عدد مستخدمي نيتفليكس في الشرق الأوسط؟ وهل توجد أرقام تفصيلية لعدد المستخدمين في لبنان وسوريا ومصر ودول المنطقة الأخرى؟

** لا أرقام بهذا الخصوص، ورغم أننا لا نحصي عدد مستخدمي نيتفليكس دولة بدولة، إلا أننا أعلنّا قبل فترة وجيزة أن لدينا أكثر من 93 مليون مشترك حول العالم، منهم أكثر من 39 مليون مشترك خارج الولايات المتحدة.

* تقوم نيتفليكس بإنتاج أو توزيع أفلام وعروض تلفزيونية تعكس ثقافات مختلفة من أنحاء العالم. هل لديكم أي خطط مستقبلية لإنتاج مسلسلات عربية جديدة أو توزيع مسلسلات عربية معروفة وناجحة من دول عريقة في هذا المجال كسوريا ومصر؟

** نحن نتطلع دائماً للعمل مع أعظم الرُّواة (storytellers)، إضافة إلى إنتاج محتوى من مناطق مختلفة حول العالم لإرضاء جمهورنا العالمي. وفيما لا نملك أي إعلان بشأن صناعة وتطوير محتوى عربي في هذه اللحظة، إلا أننا نترقب كل فرصة جديدة ومثيرة بهذا الشأن.

* ما أهمية سوق الجمهور العربي بالنسبة إلى شركة عالمية عملاقة مثل "نيتفليكس"؟

** في كانون الثاني/يناير 2016، أصبحنا نتوجه للجمهور العالمي بإتاحة خدماتنا في 130 دولة، إضافة إلى الدول الخمسين حيث كنا متواجدين أصلاً، هذه الخطوة سمحت لنا بالوصول إلى جمهور عريض أكثر عالمية وتنوعاً مما كان عليه الوضع في السابق.
وكخدمة عالمية للمشاهدة عبر الطلب (internet streaming service)، فإننا نقدر جميع المشتركين من دول العالم كافة. ولهذا قمنا مؤخراً بإضافة لغات جديدة ضمن خدماتنا، من بينها العربية، بحيث تصبح الترجمات متوافرة باللغة العربية للجمهور في المنطقة، ونحن نطوّر الترجمات والدبلجات بشكل حثيث كي نضمن أن ما نقدمه من محتوى سيكون ممتعاً للجمهور على أوسع نطاق ممكن.

* بالحديث عن مكتبة "نيتفليكس" في الشرق الأوسط، نجد محتواها فقيراً نسبياً، مقارنة بما هو عليه في دول أخرى مثل الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية أيضاً، ما هي أسباب ذلك وهل من خطط لجعل المكتبة أغنى في المستقبل القريب؟

** عندما ننطلق في سوق جديدة فإننا نقوم بشكل جدي بتحليل المحتوى الذي يتم استهلاكه من قبل الجمهور المحلي، ونتطلع إلى إثراء مكتبة "نيتفليكس" مع مرور الوقت بما يتناسب مع الجمهور المحلي. علماً أننا نقوم بإضافة محتوى جديد إلى الخدمة بشكل منتظم ومستمر. النقطة الجوهرية هنا هي أن منتجاتنا الأصلية (Original Content) متوافرة في كل مكان بلا استثناءات.

* ماذا عن خططكم لزيادة حضوركم في المنطقة العربية خلال العام 2017؟

** في 2017 ستطلق "نيتفليكس" أكثر من 400 عرض حصري جديد، وستكون الإصدارات كلها متوافرة لجمهورنا في الشرق الأوسط، في الوقت نفسه بالضبط مع جمهورنا في الولايات المتحدة وبقية دول العالم. وكدليل ملموس على التزامنا التام بوضع حد للنظام البالي القديم لتوزيع المحتوى بحسب الدول والمناطق، فإننا نتوقع إنفاق 6 مليارات دولار أميركي على صناعة المحتوى من أجل مشتركينا، مقارنة بإنفاقنا 5 مليارات فقط العام 2016 و3 مليارات العام 2015.

* عندما باتت "نيتفليكس" متاحة في الشرق الأوسط قبل أكثر من عام، سمعنا أخباراً كثيرة عن خلافات بين "نيتفليكس" وشبكات تلفزيونية كبرى في المنطقة مثل "MBC"، حول الملكية الفكرية لبعض الأعمال التلفزيونية والأفلام، ما هي الحقيقة وراء ذلك؟ أين أصبحت تلك الخلافات اليوم؟

** نحن لسنا في موقف يسمح بالتعليق على مثل هذا النوع من التكهنات.

* أكتب كثيراً من المراجعات في "المدن" حول مسلسلات "نيتفليكس"، لكن قراء كثيرين يعلّقون لدينا بأنهم لا يعرفون ما هي "نيتفليكس" أصلاً، وهذا في الواقع أمر محبط ومخيب للآمال. هل لديكم علم بهذه الحقيقة المؤسفة وما هو تعليقكم عليها؟

** نبذل جهدنا من أجل تثقيف الناس في الأسواق الجديدة حول خدمات المشاهدة عبر الإنترنت "Streaming"، باعتبارها مستقبل التلفزيون التقليدي، ونحن نستثمر بشكل كبير في جعل خدماتنا أبسط وأسهل وأعلى جودة. تقدم "نيتفليكس" في الحقيقة خطة برامج غير موجودة في أي مكان آخر، والمحتوى متوافر عند الطلب في أي وقت وفي أي مكان، على أي شاشة متصلة بالإنترنت تقنياً.

* تقولون أنكم مستقبل التلفزيون التقليدي، ما هي فلسفتكم أو رؤيتكم لفكرة البث عبر الطلب والمشاهدة عبر الإنترنت بالتحديد؟

** المستخدمون باتوا يبحثون عن حلول للمشاهدة عبر الطلب الشخصي بشكل مستمر، ونحن في "نيتفليكس" نؤمن بأن منح المستخدمين إمكانية التحكم في ما يشاهدونه هو أمر إيجابي، حيث يمكن لكل مُشاهد الاختيار بحرية: ماذا يريد أن يشاهد، وأين، ومتى. وكما قلنا سابقاً، فإن جميع مستخدمي "نيتفليكس" يستطيعون الوصول إلى كافة عناويننا الجديدة الأصلية في الوقت نفسه.

* كيف يمكن لكم تخطي المحرمات التقليدية العربية، كالجنس والسياسة والدين، والتي قد تجعل بعض المستخدمين هنا مترددين إزاء خدماتكم، وهي عوائق يعانيها كثير من العاملين في الشرق الأوسط في مجالات الإعلام وصناعة الترفيه عموماً؟

** بخصوص الرقابة على المحتوى، "نيتفليكس" حساسة كثيراً لموضوع الخيارات المفضلة للأعضاء وفق حريتهم الكاملة. ومع ذلك توفر خدمتنا دليلاً للتصنيف والتقييم والملخصات لمساعدة الناس في اتخاذ قراراتهم حول ما يريدون مشاهدته. كما توفر "نيتفليكس" خدمة رمز التعريف الشخصي للتأكد من أن الأطفال لا يشاهدون محتويات غير مناسبة لهم. وستواصل "نيتفليكس" اتخاذ القرارات المتعلقة بالسوق على أساس الخيارات المفضلة للمستخدمين وخياراتهم الحرة.

* ماذا عن مشكلة سرعة الاتصال بالإنترنت التي قد يعانيها المستخدمون الحاليون والمحتملون في المنطقة؟

** بخصوص سرعة الاتصال بالإنترنت، تستخدم "نيتفليكس" البث الرقمي المتكيف للحد من أي مشكلة في الاتصال البطيء أو الضعيف عبر نظام ترميز معقد. ويمكن لـ"نيتفليكس" كشف عرض النطاق الترددي للمستخدم وضبط جودة الصورة، فلا يكون هناك أي تقطيع وتأخير في البث.

* بعد مرور أكثر من عام على انطلاقتكم في الشرق الأوسط، كيف تقيمون أداءكم حتى الآن؟

** نحن سعيدون حقاً لأن الناس في الشرق الأوسط رحبوا بوجود "نيتفليكس" كجزء جديد من حياتهم، ونحن متحمسون لمتابعة بناء الخدمة وترفيه لكافة المشتركين معنا، بأفضل المحتوى، من مختلف أنحاء العالم.