الراقصة المحجّبة

المدن - ميديا
الثلاثاء   2017/11/21

مشهد غير مألوف قدّمته الشابة اللبنانية، صابرينا الشامي، في الحلقة الأخيرة من برنامج "للنشر"، والتي استضافت خلالها مقدمة البرنامج، ريما كركي، الشامي، وهي أستاذة رقص محجبة، للإضاءة على تجربتها كفتاة محجبة ترقص وتعلّم أصول وقواعد الرقص على أنواعه، وتقدّم العروضات وحفلات الرقص اللاتيني والـ Salsa وغيرها.


الفقرة التي حملت عنوان "محجبة بتحب ترقص.. مع أو ضد؟"، استُهلّت بعرض راقص للشامي من داخل الاستديو، وذلك استتباعاً لتقرير عُرض قبل بدء الفقرة، تحدثت فيه الشامي عن الدوافع التي قادتها لهذا الخيار "الجريء"، والمتمثلة بشغفها الكبير بالرقص وسعيها لإثبات أن الفتاة المحجبة غير مقيّدة، بل إنها تملك حرية فعل ما تشاء، على عكس ما تحمله النظرة المجتمعية العامة تجاهها.

الشامي التي أصرّت على تمسّكها بالحجاب، كررت أكثر من مرة أن ارتدائه نابع من قناعة تامة به، الأمر الذي عرّضها لانتقادات عديدة، أوّلها من الاستاذ الجامعي والمفكر الاسلامي، خالد عبد الفتاح، الذي كان حاضراً كضيف في الاستديو، وعبّر عن "خجله" مما تقوم به الشامي، واضعاً ما تقوم به في خانة "الميوعة"، إذ إن هذا النوع من الرقص يعتبر "مقدمات جنسية واضحة"، على حد قوله.


وفي حين أنّ الشامي ردّت بأنها ترى الأمور من زاوية مختلفة تماماً، وأنّ ما تقوم بها ليس بهدف تحدّي ما ينصّ عليه الشرع الإسلامي، بل يندرج في إطار الخيارات الشخصية التي لا يحق لأحد مهاجتمها أو معاقبة صاحبها، إلا أن ذلك لم يمنع سيل التعليقات في مواقع التواصل، حيث اعتبر كثيرون أن ما تقوم به الشامي ليس إلا محاولة للفت النظر بهدف أن تكون بطلة قضية مثيرة للجدل، فيما انتقد البعض التناقض الصارخ في خياراتها، أي بين "الالتزام بالحجاب وممارسة ما هو منافٍ للدين والشرع".

الجدل الذي أثارته الشابة صابرينا الشامي، يعيد إلى الأذهان ما واجهته الشابة الأردنية نداء شرارة، التي شاركت في العام 2016 في برنامج المواهب الغنائية "ذا فويس"، وفازت بلقب "أحلى صوت"، في سابقة هي الأولى في تاريخ البرنامج، كونها مشتركة محجبّة. لكن شرارة، وبرغم أنها أبهرت الجمهور بصوتها الرائع، شكّلت مادة سجالية واسعة على نطاق العالم العربي، انطلاقاً من تمازج الرؤية الدينية والمجتمعية تجاه المرأة المحجبة، بكونها تعبّر عن التزام تام بأصول وقواعد الشرع الاسلامي ، ما دفع كثيرون لمطالبتها بالاختيار ما بين الحجاب أو الغناء، الأمر الذي ردّت عليه شرارة وقتها بالقول إنّها "ستغنّي ولن تتخلى عن الحجاب، وهو لم يكن ولن يكون عائقاً لها في المستقبل".