هيفاء تحارب "داعش"

نذير رضا
الخميس   2017/11/02
تجمع نقيضين: مثيرة ومقاتلة. جميلة وقوية. حسناء وقاسية
النكتة الشهيرة التي تدعو هيفاء وهبي لتتقدم خطوط المواجهة في قتال "داعش"، تنطوي على واقع ساخر، أريد منه، في لحظة ما، إدانة سكان العراق وسوريا بعد تمدد التنظيم المتشدد على مساحات جغرافية واسعة في 2014. لكنه يمثل فرضية صائبة، بعدما تحولت النكتة الى حقيقة.. ولو انها تجسدت في منصة ألعاب الكترونية. 
فهيفاء التي وضعت نفسها في مقدمة "محاربي التمرد" في النسخة العربية من لعبة "صقور العرب"، أطاحت بسماجة النكتة. أثبتت بأن ما تم افتراضه، هو جزء واقعي من حالة عربية تتحرك بدوافع "مثيرة"، بدليل ما حققتها ارقام مشاهدة الفيديو الترويجي للعبة. 

وتنطوي استعانة تطبيق WIZZO وMENA Mobile بهيفاء وهبي في لعبة "صقور العرب" المُحدّثة، كأول لعبة مُعرّبة على أجهزة "الموبايل" تضم بين شخصياتها الافتراضية نجمة عربية، على ذكاء تسويقي، بالنظر الى ان شد الانتباه يحتاج الى صدمة، ستمثلها النجمة المعروفة كأيقونة جمالية في العالم العربي. 

وخلافاً للتجارب الأخرى، بتجسيد نجوم كرة القدم في ألعاب فيديو رياضية، أخرج العنصر التسويقي الامر من اطاره المتوقع، وابرز هيفاء في صدارة مشهد منافٍ لشكلها، ما كان ليتحقق لولا أن وهبي تغامر بتجارب غير مألوفة، وتخوض معترك "الجديد". 

لا تبدو هيفاء في الاعلان، تلك المرأة المثيرة التي انطبعت في اذهان جمهورها. هي امرأة محاربة، لم تلحظها التجارب السينمائية والتلفزيونية العربية في السابق. فالصورة المتوقعة عن المحاربات على الشاشة، تتوقف عند "Zeena"، البطلة الاسطورية في حقبة الاساطير، وتتجمد عند أنجيلينا جولي في تجربتين آسرتين في "سولت" و"مستر أند ميسز سميث".

النجمة الاخيرة، باتت جزءاً من لعبة حرب تحظى بانتشار واسع في أوساط اليافعين من رواد الالعاب الالكترونية. أما هيفاء الآن، فقد باتت شخصية افتراضية، ومحاربة تتوجه إلى جيل اليافعين والشباب في المنطقة. 

في الاعلان الترويجي، خرجت هيفاء من صورتها الاولى، لتنخرط في صورة مفاجئة، تجمع نقيضين: مثيرة ومقاتلة. جميلة وقوية. حسناء وقاسية. أنثى جذابة تتصدر كتيبة من المحاربين. وتخوض معارك ضد المتمردين، بحسب ما وصفها بعض المغردين، في اشارة الى الحرب ضد التطرف الممتد على مساحة الجغرافيا العربية.  

لكن ذلك، لا يعني أن هيفاء أيقونة في الحرب، كما يصورها الاعلان، أو كما تفترض الخلفية النفسية العربية. فالبحث عن الدوافع، سيقود حتماً الى الاعتبار التسويقي، المستند الى دراسات مفصلة عن المزاج العربي الذي يرى في نماذج نسائية جميلة، قدوة، ودافعاً في الوقت نفسه لخوض مغامرة شبيهة.

يحتاج تراكم الخيبات والهزائم العربية، الى محفز، أوجدته هيفاء وهبي الآن. باتت الهيفاء، الدافع العربي الوحيد للدفاع عن النفس، أو لمحاربة التطرف. المحفز الذي يأسر اللاعب وراء شاشة، لتشبه الحرب تجارب العرب التي تتوسع في حروبهم ضد أعدائهم، من وراء شاشة الموبايل، على منصتي "فايسبوك" و"تويتر". ومن غير ذلك، لا تغيير، ولا انتصارات من غير موبايل، وبلا.. هيفاء وهبي.