افتتاح DMC: الإعلام المصري يتحد في "المؤسسة الواحدة"!

أحمد ندا
الأحد   2017/01/15
ينافس الحديث عن رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الحديث المنتشر في الأوساط الإعلامية وربما خارجها منذ يوم السبت، عن الافتتاح الضخم لشبكة قنوات DMC أو شبكة الإعلام المختلف، والذي انتظره الكثيرون منذ عدة أشهر بعد الإعلانات التي ملأت شوارع القاهرة الكبرى، بانتظار أن تكون واحدة من أكبر الشبكات التلفزيونية في مصر إن لم تكن أكبرها.
فقد عاد الضوء مرة أخرى، الى رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، ديناصور الإعلام المصري الجديد، الذي منذ تحالفه مع الدولة المصرية بعد 30 يونيو، يمضي بخطوات للاستحواذ على كل ما يقع في طريقه من شبكات تلفزيونية ومواقع إلكترونية ومؤسسات صحافية، بدأت بـ"اليوم السابع"، ثم مشاركة في شبكة قنوات "المحور"، ومن ثم شراء قنوات "أون تي في" من رجل الأعمال نجيب ساويرس، وموقع "دوت مصر"، وقنوات TEN، وأخيراً بتأسيس شبكة قنوات جديدة هي شبكة قنوات DMC.

البذخ في حفل الافتتاح، يقول الكثير عن كم الأموال التي يتم ضخها في الشبكة الجديدة، والاستعداد للاستحواذ الإعلامي والإعلاني كذلك، خصوصاً مع إعادة التجديد الباذخة لشبكة قنوات "أون تي في" وفي مركزها برنامج عمرو أديب الذي صار في شهور قليلة هو البرنامج الأعلى مشاهدة في مصر، مع كاريزما مقدمه، والضيوف الاستثنائيين من نجوم الغناء العرب حتى نجوم الكرة العالميين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ونيمار دي سيلفا.

حفل الافتتاح حضره كل من يمكن تخيله من الشخصيات العامة المصرية، من فنانين غناء وتمثيل إلى رجال أعمال وإعلاميين ورجال سياسة وممثلين للدولة. كانت الدولة في مجسم صغير في الحفل، والأهم أن كل من حضر الافتتاح، كان هو الشكل النهائي للمجتمع والمجال العام، كما يفضّله النظام المصري بلا أيّ روتوش.

لا يبدو أن مسار أحمد أبو هشيمة وشركته الهائلة "إعلام المصريين"، سوف تتمهل في خطواتها. فالافتتاح يأتي بالتزامن مع ما أعلنه هو على حسابه الشخصي في "إنستغرام"، حيث كشف عن تحالف جديد بين كبري القنوات الإعلامية في مصر وبين الوكالات الإعلانية في محاولة منهم لتوحيد الاستراتيجية، وخلق سوق بناء قائم على التطوير والاستفادة بين الأطراف، بدلاً من خوض سوق تنافسية تضعف من القنوات وتؤثر سلباً علي السوق الإعلاني.

وقد ضمّ الاجتماع كل من أحمد أبو هشيمة صاحب شركة "اعلام المصريين" وشبكة قنوات "أون تي في" كذلك محمد الأمين صاحب قنوات "سي بي سي" وعلاء الحكحكي صاحب قنوات "النهار" وأيضا ممثلين عن قناة "دي أم سي" الجديد، بالاضافة لرجل الأعمال نجيب ساويرس صاحب شركة "برومو ميديا" للإعلان.

ووصف أبو هشيمة: "أقوى تحالف استراتيجي بين كبري وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والإلكترونية  وشركات الإعلان لتبادل الخبرات وتوسيع التعاون لتقديم أفضل محتوى".

يتجه الإعلام المصري بهذه الخطوات، من إعلام الرأي الواحد ووجهة النظر الواحدة التي لا تحيد عن خطاب الدولة الرسمي، إلى أن يكون هو بذاته مؤسسة كبيرة واحدة، تنتمي مالياً وإدارياً تحت مظلة واحدة، فيما يمكن اعتباره عودة إلى الوراء، لاغية بذلك أي تنوع ممكن، وكأن التلفزيون المصري الحكومي الستيني القديم عاد، لكن بواجهة أكثر عصرية. كل الإعلام المصري الآن إما مملوك لأحمد أبو هشيمة أو شريك فيه، أو ويدخل في تحالف إعلامي وإعلاني معه، أي أن الدولة الآن هي المتحكمة الوحيدة في الإعلام.

كان السيسي يحسد الدولة الناصرية على إعلامها الذي اصطف وراء "الزعيم" في الأحداث السياسية الكبرى، وها هو يحقق أمنيته في إعادة إنتاج الإعلام الناصري صحافة وإذاعة وتلفزيوناً، بأن ضمّ التعدد المالي والسياسي تحت مظلة واحدة. ربما يهنأ ويهدأ الآن.