عراك شوبير والطيب: الروح الرياضية يزهقها هاني شاكر

أحمد ندا
الإثنين   2016/05/30
لم يبدأ شجار الإعلاميين الرياضيين، أحمد شوبير وأحمد الطيب، باشتباك الأيدي، في حلقة "العاشرة مساء" على شاشة "دريم"، بل انتهى به، ثم بذهاب الإثنين إلى المستشفى ليطمئن على جروحه الجسدية والنفسية.

والحال ان المشكلة أكبر بكثير من مناوشات تافهَيْن أمام ملايين، وهي أن هذا الشجار سيكون بداية لحياة إعلامية طويلة وممتدة للرجلين، وإن انتهت تعاقداتهما على قناة النيل الرياضية.

المشاجرة بدأت بعد ما قاله الإعلامي أحمد الطيب على قناة "النيل" للرياضة أثناء تعليقه على آخر مباريات نادي الزمالك قبل عدة أيام، أن هاني شاكر وعمرو دياب ومحمد منير من مشجعي الزمالك في مواجهة شعبان عبد الرحيم وسعد الصغير من مشجعي النادي الأهلي.

تعليق الطيب، المتذاكي، ينضح بالتفاهة التي تريد أن تنحاز لفكرة مبتذلة عن "القيمة الفنية"، حيث منير وشاكر يمثلان الفن الرفيع، مقابل الفن الشعبي الأقل قيمة والغليظ، في الصغير وعبدالرحيم.

مثل هذه التعليقات والمناوشات معتادة بين جماهير الأهلي والزمالك أو "عنصري الأمة"، كما يحلو للبعض تسميتهما. فـ"الأهلي" نادي الجماهير، و"الزمالك" نادي النخبة، وكل جمهور يزايد على الآخر، وهذا ما لا غرابة فيه بين مشجعي فريقين متنافسين في أي مكان في العالم.

لكن أحمد الطيب قرر أن ينقل هذه العداوة الهمجية - المفهومة في سياقها الكروي الشعبي-  إلى الشاشة، لا ليعلن عن انتمائه الزملكاوي فحسب، بل ليكسب انتشاراً سهلاً وسريعاً في مواقع التواصل الاجتماعي. وهو ما وعاه جيدا أحمد شوبير، وبادر إلى الرد عليه، على شاشة "النيل الرياضية" نفسها، وبمنطق تافه في تعاليه، مثل زميله، عن عدم ذكر عادل إمام وعبد الحليم حافظ كمشجعين للأهلي. ثم أبدى تعاليا أتفه حول "لماذا يُجلب التعصب إلى التلفزيون الحكومي؟". وشوبير كذلك مدفوع بالتصور نفسه عن الفن القيّم في مقابل الأقل قيمة، وهو ما أثار عصبيته. وهو إقرار ضمني بالانطلاق من المبدأ ذاته.

كان من الممكن أن ينتهي الشجار عند هذا الحد، تلاسن هنا وهناك، مداخلة هاتفية على هذا البرنامج من الطيب، ولقاء تلفزيوني على تلك القناة لشوبير، مثلما اعتدنا في مصر في مجال الإعلام الرياضي، خاصة مع نجمها الشتام اللامع مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك.

لكن الشجار تصاعد أمس، بعدما طلب أحمد شوبير أخيراً أن يلتقي أحمد الطيب وجهاً لوجه في برنامج وائل الإبراشي، مُشعل الحرائق التلفزيونية. والإبراشي -لمن لا يعرفه-  مبدع في إذكاء النار بين ضيوفه حتى ينفلت الأمر إلى السباب أو الانسحاب من البرنامج أو الاشتباك بالأيدي. والمعلوم أن الجمهور لا يشاهد أخيراً برنامج الإبراشي بقدر ما يتابع الناس الملخصات اللاذعة عبر يوتيوب، هذه الفيديوهات التي تتصدرها عبارة "شاهد قبل الحذف" وما يشابهها.

الشجار بدأ برش الماء، و"رش المية عداوة"، كما يقول المثل المصري. رش شوبير الماء على وجه ضيفه فلم يصل، فما كان منه إلا أن قام وصفعه وبدأ الشجار، ثم انقطع الإرسال وقد أدت الفقرة مهمتها وصارت حديث الشارع المصري، متجاوزة بذلك كل حديث عن نهائي دوري أبطال أوروبا الرياضي أو أي حدث سياسي محلي.

وخرجت الهاشتاغات #أحمد_الطيب و#شوبير_بلطجي لتتصدر التغريدات في مصر، بتعليقات تكاد تكون خالية من أي انحياز رياضي متوقع بين مشجعي الفريقين. وتحولت إلى سخرية من تفاهة الإعلاميين وما وصل إليه الإعلام الرياضي من وضاعة جعلت من أشباه شوبير والطيب، نجوم التعليق الرياضي.

لم تمر الأزمة، حتى خرج مدمن الظهور الإعلامي، مرتضى منصور، ليعلن انحيازه لأحمد الطيب، وعزمه الوقوف إلى صفه محامياً له. والطيب نفسه خرج بعد الشجار ليقول إنه بخير، فيما قال شوبير أنه ضُرب في"مناطق حساسة" ولن يترك حقه.

هكذا تحول السجال إلى شجار، ثم اشتباك بالأيدي، ثم تداعيات الشجار في أقل من أربعة وعشرين ساعة. وهذه هي النتيجة الطبيعية لقنوات تترك ساعات للاعبين سابقين، قرروا أن يقفوا أمام الشاشة ليتحدثوا عن كرة القدم، ولا مانع من بعض السياسة.. المؤيدة للرئيس بالطبع.