"مراسلون بلا حدود" ترشّح اسماعيل الاسكندراني لجائزتها السنوية

المدن - ميديا
الثلاثاء   2016/10/25
يقبع اسماعيل الاسكندراني في السجن منذ أكثر من 300 يوم (الصورة لروجيه أنيس)
أعلنت منظمة "مراسلون بلا حدود"، الإثنين، الأسماء الـ22 المرشحة لجائزة "مراسلون بلا حدود-TV5 Monde" لحرية الصحافة للعام 2016، حيث ستقام مراسم حفل توزيع الجوائز في 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل في مدينة ستراسبورغ، وستتوج المنظمة الأسماء الثلاثة الفائزة بالجائزة ضمن فئات الصحافيين ووسائل الإعلام وصحافة المواطن. إذ تحتفي المنظمة، منذ عام 1992، بالتقدم المُحرَز في حرية الإعلام من خلال تكريم الوجوه الصحافية ووسائل الإعلام المتميزة في الكفاح من أجل الدفاع عن حرية الإعلام أو تشجيعها. وإلى جانب البعد الفخري الذي تنطوي عليه الجائزة، يحصل الفائزون على جائزة مالية قدرها 2500 يورو.


وقالت المنظمة إن العام 2016 منذ بدايته شهد استمرار كفاح العديد من الصحافيين والمدونين، الذين يتحلون بشجاعة هائلة كل يوم في خدمة الرسالة الإعلامية، معرضين حياتهم للخطر في سبيل ممارسة نشاطهم. وأوضحت أن المرشحين للجائزة للعام الجاري هم من 19 بلداً مختلفاً، وجاء الباحث والصحافي المصري، اسماعيل الاسكندراني، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من 300 يوم، ضمن قائمة المرشحين لهذه الجائزة.

وأشارت "مراسلون بلا حدود" إلى أن عدداً من الصحافيين المرشحين يرزحون حالياً تحت وطأة الملاحقات القضائية، بل ومنهم من لا يزال يقبع في السجن، لرفضهم الاستسلام أمام الرقابة الذاتية وإصرارهم على خدمة مصلحة العمل الإعلامي الذي يأخذونه على عواتقهم. أما الآخرون، الذين "ينعمون" بالحرية، فإنهم يواجهون شتى أنواع التهديدات من أولئك الذين يجرأون على انتقادهم، بل وإن الأمر يصل حد العنف الجسدي في بعض الحالات. وقالت مديرة البرامج في المنظمة، لوسي موريون، "للأسف، يواجه عدد كبير من المرشحين ملاحقات قضائية حالياً أو يقبعون وراء القضبان لمجرد أنهم أرادوا إطلاع المواطنين على مسائل تهمّ المصلحة العامة"، مبرزة أن "هذا الوضع ينطبق بشكل خاص على الصحافيين المصري إسماعيل الاسكندراني والأذربيجاني سيمور خازي والصينيين لو يويو ولي تينغيو"، داعية إلى إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط، مع إسقاط جميع التهم الموجهة إليهم.

*فئة الصحافيين
ونشرت المنظمة قائمة بتسعة صحافيين يعرضون حياتهم للخطر في سبيل المهمة الإخبارية. وجاء فيها أنّ هادي عبد الله، الناشط الإعلامي السوري، نجا من موت محقق في عدد من المناسبات أثناء قيامه بنشاطه الإعلامي، بينما لم يسلم زميلُه المصور الذي فارق الحياة في إحدى الهجمات. وقد أصبح ابن الـ29 عاماً، والمتحدر من مدينة حمص، مستهدفاً من قبل القوات الموالية للنظام وعدد من المجموعات المسلحة، علماً أنه كان ممرضاً قبل أن يستهل مسيرته الإعلامية حيث يعمل لحسابه الخاص.

وبدورها تواصل الصحافية الأفغانية نجيبة أيوبي، مديرة مجموعة كيليد الإعلامية، كفاحها في سبيل حرية الصحافة، رغم ما تواجهه من تهديدات بالقتل. أما الصحافية الاستقصائية الكولومبية جينيث بيدويا، التي تواصل الدفاع عن النساء ضحايا العنف، فإنها على ثبات الموقف والكفاح ضد الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة في حق الصحافيين. وكذلك تغطي الصحافية المالديفية مواضيع حساسة للغاية في بلد يطغى عليه فكر الإسلام السياسي، حيث لا تتردد في انتقاد السلطات، خصوصاً منذ اختفاء زميلها أحمد ريلوان في العام 2014، علماً أنها اضطرت لمغادرة البلاد في أيلول/سبتمبر خوفاً من الاعتقال.

وإذا كان إعلاميون آخرون "ينعمون" بالحرية، فإنهم في المقابل يئنون تحت وطأة المضايقات القضائية. فقد أصبح هذا الوضع مألوفاً بالنسبة للصحافي الشهير ألفريد تابان، مؤسس "جوبا مونيتور"، أول جريدة في جنوب السودان، ومحفوظ أنعم، رئيس تحرير صحيفة "ديلي ستار" في بنغلادش، ناهيك عن الصحافي الاستقصائي الفرنسي، إدوارد بيرين، الذي ساهم في كشف فضيحة لـ"ويكيليكس" في لوكسمبورغ. أما إسماعيل الاسكندراني، الصحافي الاستقصائي المصري، وسيمور خازي، القلم الشهير في يومية "أزادليغ"، آخر قلاع المعارضة في أذربيجان، فلم يحظيا بنفس المصير، حيث يقبع كلاهما في السجن بتهم ملفقة.

*فئة وسائل الإعلام
بموازاة ذلك، تحدثت المنظمة عن سبعة منابر رائدة في الإعلام الحر والمستقل، وأوردت أن صحيفة "الزمن" المستقلة الوحيدة في سلطنة عمان ،دفعت ثمناً باهظاً مقابل استقلاليتها، حيث تم إغلاقها بأمر قضائي، بينما حُكم بالسجن على ثلاثة من أبرز صحافييها. وفي آسيا الوسطى، تحوم المخاطر ذاتها حول المراسلين المحليين لموقع وكالة الأنباء المستقلة "فرغانة"، حيث يعملون سراً في كل من أوزبكستان وتركمانستان. وفي الصين يواجه قمع السلطات المواطنين العاملين لحساب الموقع الإخباري المحلي المتخصص في مجال حقوق الإنسان 64Tianwang.  

وفي الجزائر وليبيا، تميز منبران إعلاميان خلال العام 2016 بفضل أصواتهما الحرة ونضالهما من أجل حرية الصحافة، علماً أنهما خرجا إلى الوجود قبل ثلاث سنوات فقط. ويتعلق الأمر بكل من "راديو إم"، أول إذاعة إلكترونية مستقلة في الجزائر العاصمة، حيث تُشجع على تعددية الآراء على نحو قيِّم في بلد لا يتوانى عن لجم وسائل الإعلام. فيما أصبح موقع "بوابة الوسط" بالفعل مرتعاً أساسياً للأخبار في ليبيا الغارقة في مستنقع الفوضى. وفي بولندا، أسس آدم ميشنيك صحيفة "جازيتا فيبورتشا" المؤيدة للتيار الأوروبي، حيث أصبحت رمزاً من رموز الكفاح ضد تجاوزات الحزب الحاكم " القانون والعدالة" الذي يشن حملة شرسة ضد وسائل الإعلام. ومن جهتها، تنشر وكالة "بوبليكا" البرازيلية عدة تقارير حول قضايا البيئة وحقوق الإنسان، علماً أنها حازت على العديد من الجوائز منذ إنشائها في عام 2011.

*فئة المواطن الصحافي
وعن فئة المواطن الصحافي تحدث تقرير "مراسلون بلا حدود" عن لو يويو ولي تينغيو، اللذين انقطعت أخبارهما فجأة في 15 حزيران/يونيو الماضي، وهما ما زالا قيد الاحتجاز بسبب مواكبتهما للحركات الاجتماعية ومظاهرات العمال في الصين. وفي البحرين اعتُقل علي المعراج خلال حزيران/يونيو الماضي لانتقاده النظام الحاكم، حيث يواجه تهمة دعم الإرهاب. وتقبع رويا صابري نجاد، المواطنة-الإلكترونية التي تحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية، منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2013 في سجن إيفين في طهران، حيث تقضي حُكماً بالسجن لمدة خمس سنوات، لا لشيء إلا لأنها انتقدت النظام الإيراني عبر موقع "فايسبوك".

أما في كوبا فتُجسد تانيا وابنها إيفان غارسيا كينتيرو روح المقاومة بواسطة القلم، حيث يعكس نضالهما مدى الصعوبات التي تعترض سبيل الصحافيين في التعبير عن أنفسهم بحرية في هذا البلد. فبينما تعيش تانيا الآن لاجئة سياسية في سويسرا، قرر إيفان البقاء في كوبا، حيث يستمر في نشر مقالاته حول الرقابة وكفاح الصحافيين المستقلين. وفي المقابل، أطلق مراسل الحرب السابق ليوناردو ساكاموتو في البرازيل مدونة عن حقوق الإنسان والكفاح ضد العبودية، حيث كلفه ذلك العديد من التهديدات وحملات التشهير، كانت إحداها على نطاق واسع في شبكة الإنترنت خلال شهرنيسان/ أبريل 2016. وفي إفريقيا، تم في غضون يوم واحد إنشاء "إس.أو.إس ميديا بوروندي" (من خلال صفحة في فياسبوك وموقع إخباري) بالتزامن مع اندلاع الأزمة السياسية في أيار/ مايو 2015، حيث يشكل هذا المنبر حالياً المصدر الرئيسي للمعلومات حول الأزمة التي تعيشها البلاد، علماً أن هوية مؤسسيه لا تزال مجهولة حتى الآن.