ناشط عوني يلبنن "موت الانسانية": جريمة بمقاس التحرك الفئوي

المدن - ميديا
الخميس   2015/09/03
حُزن العالم اليوم على الطفل السوري الغريق على شاطئ بودروم التركية، وجد فيه المحرر في موقع التيار الوطني الحر الالكتروني، جاد ابو جودة، فرصة لتحشيد العونيين في مظاهرة غد الجمعة. على عادة بعض الكتّاب الموالين للتيار، يقزّمون الحدث، ويلبننونه على قياس التيار، لاثبات الهواجس الفئوية، والمخاوف الطائفية، ولاظهار التيار بمشهد المنقذ من الغرق.

لكن الغرق هنا، مختلف عن الخرق في الوحول السياسية والفئوية. في الحالة الأولى، صورة طفل سوري هزت العالم، بعد عثور حرس الشواطئ التركي عليه ميتاً، اثر غرقه مع افراد من عائلته في البحر اثناء العبور الى اليونان، وقد قذفه الموج الى الشاطئ. وكتب ابو جودة في صفحته في "فايسبوك" فوق صورة الطفل على الشاطئ: "حتى ما يكون مصير أطفالنا هيك من ورا شعارات اسقاط النظام وغيرا، لازم كلنا نشارك بتحرك التيار الجمعة..."

اما الغرق الثاني، فهو عنصري، وانتهازي، ومجرّد من الانسانية. الحماقة هو بناء تظاهرة التيار على دماء طفل سوري، رغم ان الكاتب، نفسه، يسأل متظاهري "طلعت ريحتكم" في حسابه في "فايسبوك" "ليش ولا مرة بتجيبو سيرة النازحين السوريين؟"

ثارت حملة على جاد ابو جودة، فحذف البوست. وبرر حذفه بالقول: "أنا شلت التعليق السابق لسبب واحد بس: الحقيقة جرحت البعض، فكانت ردة فعلن قلة أخلاق. شكراً"!! وينمّ ذلك عن إصرار على البوست، وليس التراجع عن الخطأ، علماً أن العرف في الموقع انه لا تراجع عن اخطاء، وابرزه اليوم نقل عنوان مغلوط عن جريدة "البناء" يتصمن السؤال: "ماذا كان يفعل "المعارضان السوريان" الحاج صالح وسفر في تحرّك بيروت؟"، والمقصود الكاتب والمثقف ياسين الحاج صلح، إلى جانب المعارض علي سفر، علماً أن الحاج صالح شارك في تحرك تضامني مع اللبنانيين في اسطنبول.

وأثارت صورة جثة طفل سوري توفي غرقاً بعدما جرفته المياه إلى شاطئ أكبر المنتجعات السياحية في تركيا، صدمة حول العالم، حيث تصدرت الصفحات الأولى لأهم الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الخميس، فضلاً عن تناقلها بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وتصدرت الصورة الصحف البريطانية والالمانية دون استثناء، بينما اعتبرت خبراً ثانياً في الصحف الفرنسية اليوم، وتختزل هذه الصورة معاناة وآلام السوريين الفارين من الصراع في بلادهم. وجاء ذلك بعدما انتشر هاشتاغ "الإنسانية على الشاطئ" في "تويتر" وأصبح بين القضايا الرئيسية المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

وقد قضى 12 مهاجراً سورياً على الأقل قبالة سواحل تركيا بعد غرق زورقين متجهين من مدينة بودروم الساحلية جنوب غرب البلاد إلى جزيرة كوس اليونانية، بحسب خفر السواحل التركي والإعلام، بينما تم إنقاذ 15 شخصاً آخرين. كما تمكن عدد آخر من النجاة بعد الوصول إلى الشاطئ وهم يرتدون سترات نجاة.