"بي بي سي" ترفض التوقف عن استخدام "الدولة الإسلامية"

المدن - ميديا
الجمعة   2015/07/03
بررت "بي بي سي" موقفها انطلاقاً من أن التغطية يجب أن تكون حيادية (غيتي)
رفض رئيس "هيئة الإذاعة البريطانية" اللورد توني هول طلباً تقدّم به 120 نائباً في البرلمان البريطاني للتوقف عن استخدام مصطلح "الدولة الإسلامية"، لوصف التنظيم في نشراتها وتقاريرها الإخبارية، إضافة إلى طلب رئيس الوزارء البريطاني، دايفيد كاميرون لاستخدام مصطلح "داعش" بدلاً من "الدولة الإسلامية".

وبرر هول موقفه انطلاقاً من اعتباره أن "التغطية للأخبار المتعلقة بالتنظيم يجب أن تكون حيادية"، وأنّ "الأسماء البديلة المقترحة للاستخدام تحقيرية، وتجعل بي بي سي تصطف إلى جانب المعارضين لهذا التنظيم، في حين أن الهيئة تسعى للحفاظ على حياديتها ونزاهتها المهنية"، على ما أوردت وسائل إعلام بريطانية.

وفي حين طالب النواب البريطانيون من "بي بي سي" التوقف عن استخدام "الدولة الاسلامية"، بهدف "حرمان التنظيم من صفة الدولة والارتباط بالإسلام"، نقلت صحيفة "التايمز" عن النائب المحافظ رحمان تشيستي، الذي قاد الدعوة إلى تغيير استخدام الاسم، قوله إن رد "بي بي سي" له في الرسالة التي تلقاها منها "لم يكن مقبولا"، ورفض "العذرالذي قدمته لعدم استخدام داعش بدلا من الدولة الإسلامية".

وذكرت "التايمز" أن تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي قتل الآلاف من الأشخاص، وقتل الأسبوع الماضي حوالي 30 سائحا بريطانيا، قد وصفها رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بأنها "جماعة مسمومة تقدس الموت". كما نشرت الصحيفة البريطانية ما قاله هول في ردّه على النائب تشيتسي، حيث قال إن "هيئة الإذاعة البريطانية ستواصل استخدام مصطلحات أخرى مثل تنظيم الدولة الإسلامية، لتفريقها عن الدول المعترف بها"، مضيفاً أن "بي بي سي" ستسخدم الأوصاف الأخرى مثل "الجماعة المتطرفة" و"المقاتلين المتشددين". وفي ما يتعلق باستخدام "الدولة الإسلامية"، قال هول "سنستخدم المختصر (أي أس) بعد ذكر التقرير لاسم المجموعة".

وأضاف هول أن المختصر بالعربية "داعش" ليس اسم التنظيم الحقيقي، وبرأيه فإنه لقب تحقيري لم يطلقه على نفسه، ولكنه "نحت من أعدائه، مثل الداعمين للأسد ومعارضيه الأخرين في سوريا". ونقلت "التايمز" عن متحدث باسم "بي بي سي": قوله "إن من يستمع لتقاريرنا يخرج بانطباع أننا نصف تنظيما إرهابيا، ولكننا نستخدم الاسم الذي تستخدمه الجماعة، ونضيف عليه أوصافا أخرى، مثل ما تسمى الدولة الإسلامية، أو تنظيم الدولة الإسلامية، وسنواصل استخدام مصطلحات مثل المقاتلين المتطرفين والمتشددين".

وكان رئيس الوزراء البريطاني، دايفيد كاميرون، قد دعا "بي بي سي" إلى عدم استخدام مصطلح "الدولة الإسلامية" عند الإشارة لتنظيم "داعش"، مشيراً إلى أنّ هذا المصطلح تسبب باستفزاز مشاعر المسلمين في شتى أنحاء العالم، مشددا على أن تنظيم "داعش" ليس "دولة إسلامية"، وإنما هو نظام بربري يتبع سياسة الإرهاب والقمع، ويجد اللذة في القتل وقمع النساء. وعليه دعا كاميرون إلى استخدام مصطلح "آيسيل"، وهو اختصار باللغة الإنكليزية لما يسمّى "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" أو "داعش".

من جانب آخر، أعلنت "هيئة الإذاعة البريطانية"، الخميس، إلغاء أكثر من ألف وظيفة إضافية نتيجة انخفاض مورد تمويلها الرئيسي، في حين تسعى الحكومة إلى تحجيمها أكثر. وبدأت الإذاعة خطة واسعة النطاق لادخار 800 مليون جنيه إسترليني (1.125 مليار يورو)، كما اضطرت إلى اقتطاعات قاسية إضافية للتعويض عن انخفاض لعائدات الرسوم على المرئي والمسموع التي تعد المورد الرئيسي للإذاعة.

وقال مدير عام "بي بي سي"، توني هيل، إنه يعلم أن ما سيقوله سيسبب توتراً كبيراً في صفوف منظمتنا، وذلك عقب إعلان هذه الأخبار السيئة لموظفي المجموعة التي تضمّ حالياً أكثر من 16600 موظف.

وكانت الإذاعة قد ألغت في السنوات الأخيرة آلاف الوظائف وباعت 40% من ممتلكاتها غير المنقولة وقلصت تكاليفها الإدارية وتخلت عن عدد من الحقوق الرياضية لادخار أكثر من 1.5 مليار جنيه إسترليني سنويا (2.112 مليار يورو)، لكن بالرغم من التحسن الذي أحرز وبسبب رخصة التلفزيون المجمدة منذ 7 سنوات، برزت حاجة إلى ادخار أموال إضافية، على ما أوضحت المجموعة.