"الملازم ذنون" أيضاً عضو في Fan Club نصر الله!

وليد بركسية
الثلاثاء   2015/04/07
في "الإخبارية السورية" تحدث نصرالله عن الأسد مثلما يتحدث أب عن ابنه أمام غرباء

لم تحمل مقابلة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، على شاشة "الإخبارية السورية"، الكثير من المعلومات القيمة، بقدر ما عكست تبادلاً للكراسي بين زعماء "محور المقاومة" إعلامياً وسياسياً. لكن نصر الله، حسم أسباب ظهوره، بالقول إنه "نوع جديد من التواصل مع الجمهور السوري في هذا الوقت"، وبدت المذيعة التي يصفها ناشطون معارضون سوريون بـ"الملازم ذنون"، أمامه، معجبة، كما لو أنها عضو في Fan club نصر الله.

والتواصل الجديد لنصر الله، الذي وصفه متابع معارِض في "فايسبوك" بأنه بدا "جندياً في جيش الأسد"، يخالف ما حاولت المذيعة رانيا ذينون تصويره. أنت "الأب"، "القائد"، "المقاوم".. كلها صفات أطلقتها مقدمة البرنامج على ضيفها، مظهرة كمية التقديس التي تحملها شخصياً ومهنياً لشخص نصر الله الذي لم يظهر نفسه كقائد في حواره، مُرجعاً كل إشادة به الى الرئيس السوري بشار الأسد. ربما هو الدور الذي أراد لعبه، شكلياً فقط، رغم أن الاطلالة بحد ذاتها، وهي الأولى في الإعلام السوري، تعكس توجه بوصلة اتخاذ القرار بين "الحلفاء" من دمشق نحو ضاحية بيروت الجنوبية.

ونفي نصر الله للفكرة، في معرض حديثه الطويل، كان نفياً في معرض التأكيد، وذلك في جُمَل استطرادية لاحقة. مجرد التفافه على سؤال جريء، يدين سوريا كحكومة "تتمتع بسيادة" ويتطرق إلى دور حزب الله العسكري فيها، ليقول إنه (أي نصرالله) ليس شخصاً عسكرياً، يوحي بامتعاضه من السؤال، قبل أن يستدرك بأن القتال يجري "بالتنسيق" وأن القرار يعود إلى الدولة السورية.

ولا بأس من الملاحظة بأن ذلك كان السؤال الأول غير المعلّب الذي يُوجه الى نصر الله، منذ إطلالته الشهيرة مع الاعلامي زافين قيومجيان في "تلفزيون لبنان" العام 1998.. لأن الأسئلة في إطلالاته اللاحقة، تحمل من الثناء ما ينفي وجود أي جرأة في الطرح، وكانت معلبة بما لا يرقى الى مستوى الحوار التلفزيوني.

في هذا الطرح، تحررت الذينون من قيودها قليلاً، وحاولت استخلاص أكبر قدر ممكن من الإجابات. أسئلتها الغريبة أظهرت إمتعاضاً واضحاً على وجه نصر الله. "ماذا تقول لنفسك عندما تنظر في المرآة؟".. كان السؤال الأكثر هزلية في تاريخ الحوارات السياسية الجادة، وبه تفوق الإعلام السوري الرسمي على نفسه مجدداً من ناحية استغباء مشاهديه والاستخفاف بعقولهم! وقبل هذا السؤال، تحولت المذيعة، نتيجة خوفها وارتباكها، مع مرور الوقت، إلى شبح هزلي مع تعليقاتها الواهية، وصورتها كمعجبة، أو شخص من " Fanclub نصر الله"، مذهولة بالضيف أمامها. هذا التعبير عن الإعجاب، انعكس على أدائها كإعلامية تحاور شخصية قيادية، فتحولت المقابلة إلى سرد خطابي من اتجاه واحد، في معظم فترات الحلقة التي امتدت ساعتين وعشرين دقيقة.

هذه الخصائص ليست جديدة على "الملازم ذنون" كما يسميها السوريون. فهي قدمت الأسلوب الباهت ذاته، في الحلقة الأولى من "دومينو السياسة" في موسمه الثالث، مع وزير خارجية النظام وليد المعلم، وكانت شهرتها بدأت تتوسع قبل عام عندما قابلت المرشح (الدمية طبعاً) للانتخابات الرئاسية الشكلية، ماهر الحجار، وسألته باستهزاء أقرب إلى الوقاحة: "هل أنت مع داعش؟"، وذلك في معرض هجومها على المعارضة السورية في الداخل والخارج، بعد تصريح الحجار بأن المسؤولية في الوضع السوري يتحملها النظام والمعارضة معاً.

الرئيس السوري بشار الأسد كان الغائب الحاضر في المقابلة. تحدث نصر الله كثيراً عنه وعن دوره "المهم" في "الحفاظ على أمن واستقرار سوريا ومحاربة الإرهاب فيها"، وعمد من حين إلى آخر، طوال الساعة الأولى من اللقاء، إلى الدفاع عن الأسد أمام جمهوره بالدرجة الأولى، وحاول تلميع صورته بطريقة القائد الأكبر أو الأب الذي يتحدث أمام الغرباء بصورة طيبة عن ابنه مع ابتسامة مصطنعة. ويتوسع ذلك الأسلوب نحو تلميع صورة الدولة السورية ككل والتقليل من أهمية خروج مناطق واسعة عن سيطرتها في الآونة الأخيرة (إدلب، درعا، الرقة، ..).

لا جديد في كلام نصر الله. فالظهور على شاشة "الحليف السوري"، تنساق الى أهداف مختلفة تماماً، تكرس صورته الجديد كقائد يتوسع من إطاره المحلي نحو قيادة جمهور في المنطقة، مع اهتزاز صورة الأسد، منافسه الأساسي، بعد أربع سنوات من عمر الثورة السورية.