باب قروض السكن يُقفل نهاية أيلول: أموال عديمة القيمة

محمد علوش
الأحد   2022/09/11
لم يحصل أحد على قرض سكنيّ حتى اليوم (علي علوش)
في شهر حزيران الماضي تنفس شباب لبنان الصعداء مع الحديث عن عودة قروض الإسكان، وتحديداً بعد أن أعلن مصرف الإسكان عن الشروط الجديدة للحصول على القرض، الذي حُدد سقفه بمبلغ مليار ليرة لبنانية، بغض النظر عن سعر صرف الدولار، الذي يتبدل كل فترة، ويبلغ اليوم حوالى 35 ألف ليرة، ما يجعل قيمة القرض القصوى بالدولار حوالى 28500 دولار أميركي.

بالتزامن، أطلق مصرف الإسكان قرض الطاقة الشمسية بسقف يتراوح بين 75 مليون ليرة و200 مليون، مع فائدة 5 في المئة، لمدة 5 سنوات، وذلك بالتزامن أيضاً مع بدء بعض المصارف الخاصة باستقبال طلبات قروض الطاقة الشمسية، بنظام خاص بها، وبفائدة أعلى من تلك التي حددها مصرف الإسكان وتصل إلى 7 بالمئة.

قد لا يكون هناك مشكلة بقروض الطاقة الشمسية كونها منخفضة الكلفة نسبياً، مقارنة مع القروض السكنية، إنما الأخيرة تواجه، حسب معلومات "المدن"، بعض الصعوبات المتمثلة أولاً بتوافر الأموال المخصصة لها، بظل حديث عن عدم توافرها حالياً، وأيضاً صعوبات تتعلق بسعر الصرف الذي يجعل القرض غير كافٍ إطلاقاً لشراء منزل، ولو كانت مساحته صغيرة ومكانه في الريف.

قيمة المليار تنخفض
قام محمد  بجولة على أسعار الشقق السكنية في الجنوب، حيث يخطط للسكن في المستقبل، بحال تيسّر له شراء شقة، وفي حديث لـ"المدن" يقول أن الشقة في القرى المجاورة للنبطية على سبيل المثال يبلغ متوسط ثمنها حوالى 35 ألف دولار، ومساحتها 120 متراً، مشيراً إلى أنه يوجد شقق أرخص، لكن حالتها سيئة وتحتاج إلى الكثير من العمل والترميم، وبالتالي بحال تقدمتُ بطلب الحصول على قرض الإسكان وحصلت عليه، فهو لن يغطي ثمن شقة بسيطة كهذه، لأنه لا يتخطى 29 ألف دولار اليوم، علماً ان من شروط الحصول على القرض هو تأمين ودفع 20 بالمئة منه مسبقاً، ما يعني أن القرض الفعلي بظل سعر الصرف اليوم لن يغطي سوى نصف ثمن الشقة، هذا بحال كانت الشقة في الأرياف وبمساحة صغيرة.

رغم ذلك يفكر محمد بالتقدم "أونلاين" للحصول على القرض، لينضم طلبه إلى آلاف الطلبات المقدمة إلى المصرف، الذي لم يبدأ بعد مرحلة دراسة الطلبات واختيار المناسب منها لإقراضه، فهل السبب عدم وجود أموال؟

الأموال موجودة
بظل سعر الصرف الحالي، قد يكون من الأفضل عدم حصول المقترضين على قروضهم، بانتظار انخفاض سعر الصرف، إنما بحال ارتفع أكثر فسيصبح القرض عبئاً ثقيلاً على من يحصل عليه، كونه لن يلبّي الطموحات بتملكّ منزل.

يضحك رئيس مجلس إدارة مصرف الإسكان المدير العام، انطوان حبيب، عند سؤاله عن توافر الأموال للقروض، مشيراً إلى أن من يقول بعدم توفرها "حرّ" برأيه، إنما هل يُعقل أن نفتح باب تقديم الطلبات للحصول على القروض السكنية ولا يكون لدينا المال لذلك؟ مشدداً عبر "المدن" على أن الأموال موجودة، وهي عبارة عن أموال خاصة بالمصرف، وأموال من الصناديق العربية.

لم يحصل أحد على قرض سكنيّ حتى اليوم. وهذا ما لا ينفيه أحد، إنما حسب كلام المدير العام خلال حلقة حوارية في "معهد عصام فارس" في الجامعة الأميركية في بيروت، فإن تقييم الطلبات لم يبدأ بعد، والباب لا يزال مفتوحاً أمام من يرغب بتعبئة طلب الحصول على القرض "أونلاين"، معلناً أن باب الطلبات سيُقفل في نهاية شهر أيلول الحالي، من أجل البدء في دراسة الطلبات المقدمة.

يؤكد حبيب في حديث لـ"المدن" أن الطلبات ستُقيّم وفق ومعايير محددة وواضحة، ولا يكون هناك أي مكان للمحسوبيات والوساطات، فإذا قُبل الطلب بناءً لكل الشروط المفروضة، ينال القرض، وبحال لم يُقبل، يُرفض طلبه.