تراجع دولار صيرفة تمهيداً لأسعار الاتصالات الجديدة
تغيّرُ أسعار الخدمات والاتصالات ابتداء من يوم غد، سيترافق مع تسعيرة الدولار على منصة صيرفة. وهذا الأمر يأخذنا إلى تفسير أسباب انخفاض سعر صرف صيرفة في اليومين الماضيين، وترجيح أن تكون عملية خفض سعر الصرف أمراً متعمّداً من قبل مصرف لبنان ومَن يعاونه من تجار وصرافين ومصارف، بهدف البدء بتنفيذ قرار تعرفة الاتصالات وفق سعر دولار منخفض نسبياً، لتجنب أي ردّ فعل محتمل في الشارع، على غرار ما حصل في العام 2019، حين قررت وزارة الاتصالات حينها فرض 6 دولارات على خدمة الواتساب قبل إلغائها نزولاً عند ضغط الشارع.
أسعار "ألفا" و"تاتش"
تعمّدت شركتا "ألفا" و"تاتش" تعميم أسعار خدماتهما وبطاقاتها الخلوية بالدولار الأميركي، مرفقة جداول مقارنة بين الأسعار الحالية بالدولار وتلك التي ستصبح عليها ابتداء من الأول من تموز، أي يوم غد، ليتبيّن بالمقارنة وبشكل واضح تراجع كافة الأسعار بنحو 300 في المئة بالدولار الأميركي، في حين أنه بواقع الأمر ارتفعت كافة الأسعار بالليرة اللبنانية بنسبة كبيرة جداً تتراوح بين 500 و700 في المئة.
تُحتسب الأسعار بالدولار كما عمّمتها الشركتان، مع احتساب الدولار على سعر منصة صيرفة. وعلى سبيل المثال، بطاقة الخليوي مسبقة الدفع لمدة 30 يوماً يبلغ سعرها حالياً 22.7 دولاراً (أي نحو 34 ألف ليرة باحتساب سعر الدولار 1515 ليرة) وسيصبح سعر البطاقة عينها ابتداء من 1 تموز 7.58 دولارات (أي 191 ألف ليرة وفق سعر صيرفة 25200 ليرة للدولار). وبذلك يكون سعر البطاقة قد ارتفع بالليرة اللبنانية بنحو 560 في المئة على الرغم من تراجعه بالدولار نحو 300 في المئة.
هذه المقاربة سارية على كافة الخدمات والبطاقات العائدة للشركتين، لكن على المستهلك أن يعلم أن الأسعار المتداولة والمحدّدة اليوم بالليرة اللبنانية ليست دائمة، بل متغيّرة حسب تسعير الدولار في منصة صيرفة. وإذا اعتمدنا حالياً بعملية التسعير 25200 ليرة للدولار (تسعيرة يوم الأربعاء) فإن تسعير دولار صيرفة المتوقع صدوره مساء اليوم سيطرأ عليه انخفاض ربما إلى 24700 ليرة. وبالتالي، فأسعار الاتصالات الجديدة ستُحتسب وفق السعر المنخفض، إلا أن ذلك قد لا يدوم طويلاً، ومن المحتمل أن تستأنف منصة صيرفة مسار الارتفاع في المرحلة المقبلة، تماشياً مع سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
باقات الخلوي
أما بالنسبة إلى باقات الخليوي التي تقدّمها الشركات حالياً للطلاب والجيش اللبناني والكوادر الطبية وسواها، فقد تغيّرت بالنسب عينها التي تسري على باقي البطاقات، وتُحتسب كذلك وفق منصة صيرفة. فباقة الطلاب من شركة تاتش Student bundle على سبيل المثال، تبلغ تكلفتها اليوم 15 دولاراً أي 22500 ليرة، وتقدّم 5 جيغا انترنت لمدة شهر و200 دقيقة تخابر مجانية لكافة الأرقام، و180 دقيقة تخابر مجانية لرقم محدد و200 رسالة نصية SMS، فسيصبح سعرها الجديد 5 دولارات أي 126 ألف ليرة وفق سعر دولار صيرفة (25200 ليرة). وبالتالي، تسري عليها نسب التغيرات عينها، أي أن سعرها تراجع بالدولار نحو 300 في المئة وارتفع بالليرة بنحو 560 في المئة. والأمر عينه فيما يتعلّق بباقي الباقات الخليوية.
باختصار، تُحتسب أسعار الخدمات الخليوية والبطاقات ابتداء من 1 تموز، بتقسيم تكلفتها المحدّدة والمنشورة على مواقع شركتي تاتش وألفا بالدولار على 3، ثم احتسابها بالليرة على سعر دولار منصة صيرفة باليوم نفسه. بمعنى أن أسعار الخلوي ستصبح متحرّكة ابتداء من يوم غد.
وفيما خص الخطوط الخلوية الثابتة، فإنه سيصبح بإمكان أصحابها تحويلها في المرحلة المقبلة إلى خطوط مسبقة الدفع، والحصول على باقات وخدمات جديدة. أما الإشتراك الشهري للخط الثابت فبات 5 دولارات.
وربطاً بدخول التعرفات الجديدة للاتصالات والإنترنت حيز التنفيذ في 1 تموز، فقد نفى وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم، اليوم، نفياً قاطعاً صحة الأخبار المتداولة عن تأجيل تنفيذ قرار تعرفة الاتصالات الجديدة، مؤكداً العمل بقرار التعرفة الجديدة يوم غد الجمعة 1 تموز.