هولندا أيضاً مهتمة بطرابلس: شراكة لتطوير الصادرات اللبنانية

جنى الدهيبي
الجمعة   2021/04/09
أمام طرابلس فرصة ذهبية (المدن)

ضمن مسار انفتاح المنظمت الدولية والجهات المانحة الخارجية على مدينة طرابلس، وقّع رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي، الجمعة 9 نيسان، "مذكرة تفاهم" مع المركز الهولندي لتعزيز الواردات الزراعية والغذائية من لبنان وبلدان الشرق الأوسط CBI، ممثلاً بمدير البرنامج، ديرك جان زغيلار.  

دعم فني
وهذه الشراكة مع الجانب الهولندي، تهدف إلى توفير التنمية المستدامة، وتطوير حركة الصادرات اللبنانية باتجاه الأسواق الأوروبية، واعتماد المعايير المرتكزة على جودة المنتج وسلامة الغذاء. وبالتالي، تقديم الدعم الفني للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، من زاوية تطبيق مبادىء المسؤولية الاجتماعية التي تشكل المحور الأساسي لمختلف الأنشطة المشتركة.  

وتجد الغرفة بهذه الاتفاقية سبيلًا لتنمية أعمال المؤسسات الزراعية، وفتح الآفاق واسعة أمام صادراتها، ومساعدتها على إزالة مختلف المسائل التي تعترض أو تعيق حركة إنسياب تلك الصادرات، عبر الاستفادة من غرف التجارة والصناعة والزراعة اللبنانية من الشراكة مع مركز CBI الهولندي وبرامجه ومشاريعه.  

تقنيات متطورة
وجرى توقيع هذه الاتفاقية افتراضيًا عبر تطبيق زوم، وكانت بمشاركة السفير الهولندي في لبنان هانس بيتر فاندير وود، مدير غرفة بيروت وجبل لبنان وديع صبرا، ومدير غرفة زحلة والبقاع يوسف جحا، والمهندسة الزراعية رولا قرعوني عن غرفة صيدا والجنوب، وعدد من أصحاب الشركات والمؤسسات اللبنانية المصدّرة للمنتجات الزراعية من خضار وفاكهة، التي تسعى إلى تطوير منتجاتها وتسهيل صادراتها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي.  

لذا، رأى دبوسي أن الأساليب التقنية المتطورة التي يعتمدها المركز الهولندي لتعزيز حركة واردات البلدان الأوروبية من المنتجات اللبنانية الزراعية والغذائية العالية الجودة، تساهم في توفير الأمن والسلامة الغذائيين للمجتمعات اللبنانية والعربية والدولية، والتي تندرج في سياق تأمين الخدمات النوعية الإضافية، "التي تتطلع مختبرات مراقبة الجودة لدى غرفة طربلس إلى تطويرها والدور المناط بمركز التطوير الصناعي وأبحاث الزراعة والغذاء في مجال تنمية الصادرات الزراعية والصناعات الغذائية".  

أهمية المشروع  
يربط دبوسي، في حديث مع "المدن"، اتفاقية الغرفة مع المركز الهولندي، بمسار الانفتاح الدولي على طرابلس، لا سيما أن غرفة التجارة والصناعة كانت محطة أساسية للحراك الدبلوماسي والجهات الأجنبية المانحة، الذي تشهده عاصمة الشمال منذ فترة.  

وأكد دبوسي على أهمية هذا المشروع لتطوير حركة الصادرات بالقطاع الزراعي، والذي يمثل نافذة لانعاش الاقتصاد، ولو بالحدّ الأدنى، عبر استقطاب المستثمرين وإدخال العملة الصعبة إلى البلاد. فـ"هذا المشروع يقدم فرصة للمزارعين، من خلال غرفة التجارة، لاعتماد المعايير الدولية في زراعتهم، وما يتبعه من فرص الاستثمار الجيد على مستوى الصادرات".  

ويلفت دبوسي أن ثمة مشاريع وفرصاً عدة تقدمها الغرفة عبر مختبراتها، لمساعدة المزارعين في توجيه أعمالهم، على مستوى الأسمدة التي يستعملونها مثلًا، مذكرًا أن مختبرات الغرفة معتمدة في لبنان، قبل تصدير الانتاج الزراعي لأوروبا والخليج العربي، وأن حجمه يتناسب مع المحاصيل الزراعية، لأن قسماً منه يذهب للسوق المحلي، كالتفاح والبطاطا وزيت الزيتون، وجميعها يخضع لمعايير دقيقة معتمدة بمختبرات الغرفة.  

مشاريع واهتمام دولي  
ويشير دبوسي إلى مشاريع أخرى قيد البحث والتنفيذ، ومن بينها مشروع السياحة الرقمية. إذ وقعت غرفة التجارة اتفاقية مع شركة غوغل لعرض الأبنية التراثية والتاريخية بطرابلس بحجم 360 Scanner، كي تكون متاحة للباحثين وتشجعيهم على زيارة طرابلس.  

ويدرك دبوسي صعوبة ظروف والتحديات التي يواجهها لبنان، وهو يمر بانهيار تاريخي غير مسبوق، لكنه يدعو للبحث عن بقعة ضوء، واقتناص الفرص، وتحديدًا من طرابلس التي حظيت مؤخرًا باهتمام دولي، وإن ما زال بإطار تلمس الفرص. ومن خلال لقاءاته بالسفراء والهيئات الأجنبية، لمس دبوسي حماسة للاستثمار بالمدينة عبر مختلف مرافقها وبقدراتها البشرية، "إذ يعربون عن اهتمامهم بالشمال وطرابلس كأرض خصبة للاستثمار، وواحدة من أكثر من المناطق اللبنانية غنى بجغرافيتها التي تشجع على ترسيخ مفهوم طرابلس الكبرى".  

عاصمة اقتصادية
وفي العام 2017، سلّم دبوسي رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ملف دراسته حول "طرابلس عاصمة اقتصادية للبنان"، ويتضمن دراسة فنية وعلمية متخصصة، حول نقاط القوّة والمرافق القائمة في المدينة والشمال، ومن أبرزها: المرفأ، المطار، المعرض الدولي، المصفاة، المناطق الصناعية والزراعية والسياحية.  

وهذا المشروع، يحتاج فقط للتبني من قبل الحكومة المقبلة –في حال شُكلت طبعاً– ومجرد الإعلان عنه، بحسب دبوسي، يحرك الشركات الدولية للمشاركة في المناقصات التي تعزز الشراكة بين القطاعين الخاص والعام في الداخل والخارج.  

وفي خضم الانهيار الواقع، يجد دبوسي أن أمام طرابلس فرصة ذهبية، و"مثلما تكون إثارة الفوضى والدمار بإشعال الفتيل من طرابلس، يمكن أن تكون هذه المدينة نفسها بوابة لبداية الاستثمار والنهوض بكل لبنان، عبر مساعدتها لجذب المستثمرين والمجتمع الدولي".