هل ينجح لبنان في استثمار خط بيروت- مدريد؟

عزة الحاج حسن
الجمعة   2018/07/27
حركة الانتقال بين بيروت ومدريد تقتصر راهناً على الركاب (علي علوش)
يعول لبنان على تعزيز مكانته الاقتصادية بين الدول الأوروبية من خلال تعزيز خطوط تواصله مع دول الاتحاد وتسهيل انتقال الأفراد وعبور البضائع بين بيروت ومختلف العواصم الأوروبية، لاسيما مدريد التي تشكل صلة وصل بين بيروت والاتحاد الأوروبي من جهة وبين بيروت ودول أميركا اللاتينية من جهة اخرى.

وبعد مرور قرابة الشهر على افتتاح الخط الجوي المباشر بين بيروت ومدريد بدأت عملية تقريب المسافات بين البلدين تأتي ثمارها وإن نظرياً على أمل أن يُترجم ذلك عملياً في المرحلة المقبلة. وهو ما عبّر عنه رئيس الجمهورية ميشال عون بأكثر من مناسبة، بأن الخط المباشر بين بيروت ومدريد سيسهم في زيادة حركة التنقل بين لبنان المقيم والمنتشر وينشط عملية تسويق الإنتاج اللبناني في بلاد الانتشار عبر إسبانيا.

وتسيّر شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست) راهناً إلى مدريد 3 رحلات أسبوعياً بمعدل نحو 5 ساعات للرحلة فقط. ولا شك أن عدد الرحلات جيد نظراً لعدم مرور أكثر من شهر على افتتاح الخط المباشر بين بيروت ومدريد، وبعدما كانت حركة انتقال الأفراد بين البلدين خفيفة ومدة الرحلة طويلة. من هنا، يرى المدير العام للطيران المدني المهندس محمد شهاب الدين، في حديث إلى "المدن"، أن هذا الخط المباشر سيكون له مستقبل واعد على مستوى التواصل بين لبنان وإسبانيا في العديد من المجالات، معرباً عن تفاؤله بتطور الحركة بين البلدين في الفترة المقبلة والشروع بنقل البضائع، لاسيما أن الحركة اليوم تقتصر على الركاب.

أما على مستوى الانفتاح التجاري أوروبياً، فلا شك أن إسبانيا ستشكّل نافذة للبنان على الاتحاد الأوروبي وعلى دول أميركا اللاتينية، وسيشكّل لبنان نافذة مهمة لإسبانيا على دول المنطقة العربية، يقول رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات "ايدال" نبيل عيتاني في حديث إلى "المدن". لكن، لا بد للبنان أن يعمل على تسويق نفسه بين الأوروبيين لكسب ثقتهم بإنتاجه، لاسيما الذي يتمتع بمواصفات جودة عالمية.

فالخط الجوي المباشر بين بيروت ومدريد سيشكّل بوابة عبور مهمة للبنانيين والإنتاج اللبناني تجاه إسبانيا، لاسيما أن حركة التبادل التجاري بين البلدين خجولة جداً في الوقت الراهن، وفق عيتاني، إذ إن العلاقات التجارية اللبنانية لطالما كانت أقرب إلى بريطانيا وألمانيا، "لكن اليوم الوضع الجديد سيفرض نفسه على إسبانيا، وسيسهل الخط المباشر مع مدريد عملية إدخال البضائع اللبنانية إلى أوروبا وليس إسبانيا فحسب".

ولكن، يبقى الأهم، وفق عيتاني، هو الانفتاح السياسي من الجهتين اللبنانية والاوروبية، لاسيما لجهة فسح المجال أمام لبنان لإثبات جدارته بالتصدير إلى الدول الأوروبية، إذ إن الإنتاج اللبناني وإن كانت كمّياته ضئيلة، إلا أنه يتمتع بجودة عالية. "وهذا ما يجب أن نثبته من خلال مشاركتنا في معارض أوروبية على غرار المعرض المرتقب أن يشارك فيه لبنان خلال العام الجاري والمخصص لتسويق زيت الزيتون".

ومن المتوقع أن يتم تبادل الوفود الاقتصادية بين لبنان وأسبانيا للاطلاع عن كثب على فرص زيادة التبادل التجاري والاستثماري، إضافة إلى الإعداد للقاء اقتصادي لبناني عربي- إسباني، وتنظيم منتديات ومؤتمرات مشتركة، لتفعيل العلاقات الاقتصادية.