هذه حقيقة السيارتين المهربتين في مرفأ بيروت

عزة الحاج حسن
الخميس   2018/06/21
ضبط سيارتين في مرفأ بيروت وتوقيف شخص متورط بعملية التهريب

للمرة الأولى منذ سنوات تضع الجمارك اللبنانية يدها على ملف بالغ الخطورة وتتجاوز مخالفاته الحدود اللبنانية، بعدما ضبطت، الأربعاء في 20 حزيران 2018، في مرفأ بيروت سيارتين إحداهما من نوع BMW والأخرى من نوع مرسيديس من الطراز الحديث، مهربتين من الخارج وقد أزيلت عنهما بطريقة احترافية أرقام الهيكل الخاص بهما. فكيف تم ضبط السيارتين قبل دخولهما الأراضي اللبنانية؟

قبل وصول السيارتين إلى مرفأ بيروت تلقت الجمارك اللبنانية، وفق ما أفاد مصدر في الجمارك في حديث إلى "المدن"، تعميماً من الانتربول الدولي يفيد بتعقّب عصابة دولية محترفة تقوم بسرقة سيارات من أكثر من بلد أوروبي وتهريبها إلى خارج الحدود. من هنا، ترقبت مديرية الجمارك دخول السيارات المشتبه بسرقتها والمعمّمة مواصفاتها من قبل الانتربول الدولي.

وبعد عملية متابعة واستدراج نوعية، تم ضبط السيارتين، وأوقف أحد المتورطين مع آخرين في عملية التهريب وتبيّن أنه شخص سوري الجنسية، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي في وزارة المال. وتبيّن أن المجموعة المتورطة في عملية تهريب السيارتين مرتبطة بعصابة دولية للتجارة بالسيارات غير الشرعية، فتم ضبط السيارتين وأوقف السوري بإشراف القضاء المختص.

لم يحاول مهربو السيارتين التهرب من سداد الرسوم الجمركية المتوجبة على السيارتين، خلال إدخالهما مرفأ بيروت. فالطراز وتاريخ الصنع يمكن تحديدهما ببساطة من خلال رقم "الشيسي"، وفق ما يفيد المصدر الجمركي. إلا أن العملية كانت أكثر بُعداً وخطورة من التهرب من الرسوم الجمركية، فالسيارتان مسروقتان من قبل عصابة دولية محترفة ومطلوبتين من الانتربول الدولي بحسب ما تبيّن. ما يضع احتمالات بأن تكون السيارات المسروقة مُستخدمة في جرائم معيّنة، كما تطرح العملية كثيراً من الاحتمالات الأخرى.

ويربط المصدر الجمركي بين العملية التي نفذتها الجمارك اللبنانية بضبط السيارتين المهرّبتين، بعصابات سرقة السيارات في لبنان التي يقوم أفرادها بسرقة السيارات وتهريبها إلى سوريا عبر الحدود بطرق غير شرعية. ويوضح أن لا علاقة مباشرة بين الحالتين، إلا أن السيناريوهين متشابهان بالسرقة والتهريب وعبور الحدود بطرق غير شرعية.