أبي خليل يتباهى... بإنتظار صفقات جديدة

خضر حسان
الثلاثاء   2018/05/22
من الغريب أن تظهر الشركة التركية كرمها وتعطي لبنان باخرة مجانية (ريشار سمور)
جدد وزير الطاقة سيزار أبي خليل التباهي بانجازاته في ما يتعلق ببواخر الطاقة ومعمل دير عمار. لكنه، خلال عرض الانجازات في المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم الثلاثاء 22 أيار، تناسى أن ما يسميه انجازات، هو في الواقع تأكيد على المخالفات القانونية وعلى تحاصص مشاريع الدولة.

غير أن موافقة أطراف السلطة على التجديد لصفقة بواخر الطاقة، عزز تباهي أبي خليل وجعله يصوب على تلك الأحزاب ويصيبها بسهام عدم إنجاز شيء سوى الأخطاء، ما دفعه إلى التبرع لمحاولة "الاصلاح من وراء أخطاء الآخرين"، ليتحول بذلك نهج أبي خليل إلى نهج عمل، مقابل "نهج الحكي والتنظير" الذي يقوم به الآخرون، وتحديداً حركة أمل التي لم يسمها صراحة، إلا أن معارضة الحركة سابقاً لمشروع البواخر، جعلها في موقع الاتهام بالتنظير. كما أصابت سهام أبي خليل القوات اللبنانية.

البواخر التي جددت لها الحكومة، زيّنتها الباخرة الإضافية التي تقرر استجرارها مجاناً، "لتغطي الذروة في فصل الصيف"، بحسب أبي خليل الذي لم يخبر المواطنين عن سبب كرم شركة كارادينيز التركية، الذي هبط فجأة بعدما كانت الشركة مهددة بحمل بواخرها ومغادرة الشاطئ اللبناني. فمن غير المنطقي أن تعطينا الشركة باخرة ثالثة لتنتج 200 ميغاوات مجاناً، بعدما وافقت على التجديد بأسعار أقل من أسعار العقود السابقة.

كلام ابي خليل أكد رسمياً ما جرى داخل مجلس الوزراء أمس، لكنه لم يفصح عن حقيقة التسوية التي أسكتت باقي الأطراف، وسمحت للتيار البرتقالي باستعراض عضلاته واتهام بقية الأطراف بالتنظير وعرقلة خطة وزير الخارجية باسيل التي وضعها عام 2010 حين كان وزيراً للطاقة. إلا أن مصادر في وزارة الطاقة، تتخوف في حديث إلى "المدن"، من أن تجر خطوة التجديد للبواخر، "مزيداً من الهدر والفساد، سواء أكان في قطاع الطاقة أو غيره، طالما أنأاطراف السلطة وجدوا طريقة لتسوية الخلافات والمضي في خرق القانون، وليس احترامه". وتشير المصادر إلى أن "علينا الانتظار للكشف عن تفاصيل عقد التجديد، والكشف عن حقيقة الباخرة الثالثة. والأهم هو تبيان اذا ما كانت لدى بعض الأطراف اﻷخرى ما تقوله حيال الأسعار المرتفعة للميغاوات، والتي تقاضتها الشركة لسنوات".

التجديد للبواخر، وتغيير شكل التعاقد في ما يخص دير عمار، "لا يعنيان إلغاء الحديث عن استجرار الكهرباء من سوريا، والذي كان قد طرح في وقت سابق، كبديل من بواخر الطاقة. بل إن التجديد الحالي، قد يكون تمديداً للمكاسب التي يحققها التيار البرتقالي، قبل وضوح شكل صفقة الكهرباء السورية والتخلص من البواخر". ما يعني أن البواخر ستغادر لبنان بعد 3 سنوات، لتستقبل البلاد صفقة جديدة، يتحدد شكلها في المرحلة المقبلة.

وهنا "يصبح واضحاً سكوت بقية أطراف السلطة عن تجديد استفادة التيار البرتقالي. فهم سيستفيدون من صفقات مقبلة، كونهم حلفاء للنظام السوري، فضلاً عن الصفقة الأخيرة المتعلقة بالتجديد لشركة دبّاس، إحدى شركات مقدمي الخدمات، والتي كسب منها الثنائي الشيعي، نحو 160 مليون دولار".