سوق السيارات في سوريا: محاولة انقلاب

أصاب سوق السيارات في سوريا نوع من عدم التوازن في العرض والطلب خلال سنوات الأزمة. فمع فرض العقوبات على سوريا توقف استيراد السيارات بشكل نهائي. ما نشط حركة البيع والشراء للسيارات المستعملة، وباتت تتحكم ظروف غير موضوعية بعملية التسعير مرتبطة بسعر صرف الليرة السورية. بالتالي، قفزت أسعار السيارت إلى أرقام خيالية، إذ لا توجد جهة محددة تضبط هذه العملية.

اليوم، تقوم إحدى الجهات بتبني عملية تنظيم السوق من خلال إطلاقها موقع Souqofcars  بهدف توفير منصة عرض للسيارات، تساعد المتسوق في عملية البحث عن السيارة المطلوبة، وذلك عبر أدوات بحث مخصصة لهذا الغرض. ما يوفر الوقت والجهد في عملية البحث. ما ينعكس ايجابياً على قرار الشراء، إضافةً إلى وجود سيارات معروضة من قبل أصحابها مباشرة. ما يجنب المتسوق السمسرة.

سيكون تأثير Souqofcars على السوق بعيد المدى، أي أنه عندما يتم عرض السيارات بتعداد كبير ضمن المنصة، فذلك يعني كثيراً من الاختيارات للمشتري، خصوصاً عند استخدامه أدوات البحث التي يوفرها الموقع. أما في ما يتعلق بالطرز المتماثلة، فإن هذا سيؤدي إلى استقرار في الأسعار. بالتالي، خفض السعر.

يضيف القائمون على الموقع أنه مع إطلاق هذة المنصة في 9 أيلول 2017 لوحظ وجود اقبال جيد خلال الأيام الأولى. وتمحورت الآراء بين متفائل من عملها وقدرتها على جعل السوق مستقرة وجعل عملية العرض تلبي الطلب، وبين مقتنع بأنها تماشي مثيلاتها من طرائق بيع السيارات وبأنها ستقوم برفع الأسعار ولن يكون لها القدرة على جعل السوق مستقرة. 

والحال أن عملية تقييم السيارات في السوق السورية تقوم أساساً على العرض والطلب، وليس على عمر السيارة واستهلاكها، أي أن السيارة الأكثر طلباً هي الأغلى في فئتها بغض النظر عن الصانع أو المواصفات أو سنة الصنع. ويتم الاعتماد في عملية التسعير على فريق عمل يقوم بدراسة السوق لكل سيارة ومن ثم اعطاء سعر أدنى وسعر أعلى لكل طراز. لكن، هذه عملية صعبة بسبب وجود العديد من الطرز في السوق، بالإضافة إلى وجود مواصفات عدة للطراز الواحد.

ويشير مطلقو الموقع إلى أن حركة البيع والشراء تقتصر في هذه الآونة على الطبقة القادرة على الشراء، أو على الأشخاص الذين يودون الاستثمار في هذا السوق. لكن انشاء الموقع في هذه الظروف من شأنه التأسيس لسوق احترافية توفر أساليب حديثة وسهلة في عملية الشراء تماشياً مع عملية إعادة الاعمار وصولاً إلى سوريا الحديثة.