"شقاق" بين المصارف؟

عزة الحاج حسن
السبت   2017/06/17
جمعية المصارف حسمت خيارها بخوض معركة انتخابية بين "التمديد" و"التغيير"
فشلت مساعي رئيس جمعية مصارف لبنان جوزيف طربيه للتوصل إلى حل توافقي والاجماع على التجديد لمجلس الإدارة الحالي وتجنيب الجمعية الانتخابات المرتقبة في 30 حزيران. ما ينبئ بوقوع شقاق بين أعضاء جمعية المصارف للمرة الأولى في تاريخها.

وتمثّلت آخر المساعي بلقاء تشاوري عقد بين أعضاء مجلس إدارة الجمعية الـ12، يوم الجمعة 16 حزيران في مكتب طربيه فشل فيه المجتمعون بالتوصل إلى صيغة توافقية وخرجوا ببيان يظهر شقاقاً بين أعضاء جمعية المصارف، لاسيما بعد تهميش آراء أصحاب المصارف الصغيرة والمتوسطة والعربية.

فبعدما كان طربيه تعهّد في وقت سابق بعدم الترشّح لانتخابات الجمعية لولاية ثالثة، إلا إذا حصد إجماع أعضاء الجمعية عليه، عاد وقرر الإقدام على ذلك نزولاً عند رغبة المصارف الكبرى، بحسب ما كشفت مصادر مقرّبة من رئاسة الجمعية، من دون الأخذ بآراء المصارف الأخرى وموقفها.

تغير موقف طربيه في مقابل إصرار رئيس مجلس إدارة بنك بيروت سليم صفير على الترشح لرئاسة الجمعية، استدعى اللقاء التشاوري على أمل إقناع صفير بالعدول عن موقفه وسحب ترشيحه، إلا أن لقاء الجمعة تركّز على طلب التجديد لمجلس الإدارة الحالي من دون إدخال أي تعديل على تركيبته، أو الأخذ بطلب صفير لجهة إشراك المصارف الصغيرة والمتوسطة والعربية في مجلس إدارة الجمعية.

تمسّك ممثلي المصارف الكبرى باعتراضهم على مشروع صفير، دفع الأخير إلى الإصرار، بحسب مصادر لـ"المدن"، على رفض أي تسوية. بالتالي، قرر صفير المضي في الترشح لرئاسة الجمعية، على أن يعلن "لائحة التغيير" يوم الإثنين في 19 حزيران، في حضور أعضاء اللائحة الثمانية.

وبعد رفض ممثلي المصارف الكبرى جوزيف طربيه، سعد الازهـري، وليد روفايـل، تنال صباح، سمعان باسيـل، فرادي باز، جورج صغبيني (ممثلاً لأنطون صحناوي)، محمد الحريري، عبدالرزاق عاشور، مروان خيرالدين، ونديم قصار، ضمّ المصارف الصغيرة والمتوسطة والعربية إلى مجلس إدارة الجمعية، تحوّلت المعركة الانتخابية المقبلة إلى اختيار "التمديد" لكبرى المصارف أو "التجديد" لصغرى المصارف تحت مظلة سليم صفير.

وانتهى اللقاء التشاوري باتفاق بين المصارف الآتية: عوده، لبنان والمهجر، بيبلوس، فرنسبنك، سوسييته جنرال في لبنان، البحر المتوسط، اللبناني - الفرنسي، الاعتماد اللبناني، اللبناني السويسري، فينيسيا، على التقدّم لانتخابات الجمعية وفقاً للائحة تضمّها معاً، مع إدخال التعديلات اللازمة على أنظمة الجمعية، تتيح التجديد لطربيه.

وحلّ ترشيح غسان عساف رئيس مجلس إدارة بنك بيروت والبلاد العربية مكان مروان خيرالدين الذي أعلن رغبته بعدم الترشح مع تأييده للائحة ودعمه لها.

وخروج صفير عن الاجماع المصرفي وإصراره على خوض المعركة التي تكاد تكون نتائجها محسومة، غير آبه بالقطيعة التي ستقع بين المصارف عقب ترسيخ الخلاف مع طربيه والمصارف الكبرى.