دمشق: تجار الكهرباء ومتطوّعون يضيئون الشوارع

رولا عطار
الأحد   2017/05/28
أنجز المشروع الإضاءة في 30 حارة (Getty)

أطلقت مجموعة من الشباب السوري المتطوعين ضمن فريق "كنا وسنبقى" مبادرة "مشروع ضو"، بهدف تركيب أجهزة إضاءة في شوارع مدينة دمشق وريفها، لمساعدة سكانها على التجوال بسهولة في الطرق من دون خوف من السرقة أو التعرض لحالات تحرش. إذ أدى انقطاع الكهرباء لساعات طويلة خلال الليل إلى انتشار حالات السرقة بشكل كبير.

ويسعى المتطوعون إلى إنارة الشوارع والأزقة الأكثر ظلمة، باستخدام أدوات بسيطة مثل بطارية صغيرة، 1 متر ليدات، شريط بطول 10 أمتار كبسة لتشغيل الإضاءة.

ويستغرق العمل نحو أربع ساعات، ليقوم بانجازه 15 متطوعاً، لتكون نتيجته إضاءة 30 حارة جديدة. ويتم التركيز غالباً على المناطق الفقيرة، حيث قام الفريق بالتوجه إلى أحد شوارع المناطق الفقيرة وتركيب 12 بطارية و12 شاحناً ونحو 60 متر لدات لإضاءة الشوارع بما يساعد الأهالي على تخطي أزمة الكهرباء.

ويتم انجاز هذا العمل من خلال التبرعات التي تصل إلى الفريق من لدات وشواحن وبطاريات تقدمها مجموعة من التجار، يعملون في سوق الكهرباء. وكان آخر تبرع تقدموا به هو 100 شاحن و100 متر لدات و100 بطارية و500 متر شريط كهرباء.

ويشير سائد عبدالغني مؤسس فريق "كنا وسنبقى"، إلى أن المشروع الذي بدأ تنفيذه في منطقة جرمانا وبعدها في قدسيا، سيتوجه خلال الفترة المقبلة إلى منطقة صحنايا ويستهدف محافظة ريف دمشق بشكل أكبر ويشارك فيه 30 متطوعاً. ويؤكد أن المشروع سيستمر طالما أن هناك أزمة كهرباء، خصوصاً "أننا نحصل على تبرعات كافية".

ويقول عبدالغني إن "العمل التطوعي منحنا دافعاً وحافزاً لتجاوز الأزمات ونحن بحاجة إلى مؤسسات تطوعية أكثر". فـ"قد بدأ فريقنا العمل عبر مجموعة من الشباب السوري والفلسطيني، الذين اجتمعوا في العاصمة دمشق، ليشكلوا أول فريق إغاثي مشترك، يعنى بالشأن الإنساني والإغاثي بالدرجة الأولى".

ويضم الفريق شباباً وشابات من مختلف الفئات الاجتماعية والثقافية، ومن الجنسيتين السورية والفلسطينية، أخذوا على عاتقهم العمل تقديم المساعدة قدر المستطاع إلى العائلات المتضررة من الحرب الدائرة في البلاد، عبر حملات مختلفة المجالات.

وجاءت فكرة تكوين الفريق الاغاثي والتنموي "كنا وسنبقى" في بداية الأحداث في سوريا ونزوح أهالي مخيم اليرموك، وكانت أول أعمالهم هي تقديم المساعدة إلى النازحين وتأمين مراكز أقامة مؤقتة لهم.