سيارة طائرة.. في الأسواق
منذ سنوات طويلة، اقتصرت الابتكارات في مجال النقل على بعض التحسينات، إضافة إلى إدخال بعض المفاهيم الجديدة على السيارات العادية. مثل السيارة ذاتية القيادة. لكن بعض الشركات الناشئة تحاول تغيير هذا النمط من خلال إدخال مفهوم السيارات الطائرة، التي من شأنها حل كثير من المشاكل في العالم، وفي قطاع النقل تحديداً.
شركة كيتي هاوك الأميركية على رأس هذه الشركات. وتعمل هذه الشركة، التي يدعمها الشريك المؤسس في غوغل لاري بايج، على إطلاق أول نموذج لسيارة طائرة سيتم تجربته قريباً فوق بحيرة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
ورغم أن هذا النموذج لا يُشبه السيارة فعلياً، بل هو أقرب إلى الـ"جيت سكي"، إلا أن نجاح هذا النموذج يُبشر ببدء الابتكارات في هذا المجال. ما يعني أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى "السيارات الطائرة".
واستطاعت الشركة من خلال التجربة الأولية أن تقطع نحو 160 كيلومتراً فوق بحيرة سكينيك في سان فرانسيسكو عبر مركبة تتسع لشخص واحد، يصل وزنها إلى نحو 91 كيلوغراماً. ويعمل هذا النموذج على الطاقة الكهربائية، ويستطيع الارتفاع حتى خمسة أمتار فوق سطح المياه العذبة حتى الآن، وتخطط الشركة لأن تتمكن النماذج المستقبلية من الهبوط على الأسطح الصلبة وعلى المياه المالحة كالبحار والمحيطات. ما سيفتح طرقاً جديدة أمام قطاع السيارات الطائرة.
ويؤكد القيمون على هذه الشركة، وفي مقدمهم لاري بايج والرئيس التنفيذي للشركة سيباستيان ثرون، أن المشروع لن يقتصر على هذا النموذج، بل إن الشركة تعمل بجهد لتحقيق حلم السيارات الطائرة. ويقول بايج، في تصريح عن هذا النموذج: "لدينا جميعاً أحلام بشأن السيارات الطائرة. أنا متحمس لأنه في القريب العاجل، سأتمكن من ركوب كيتي هاوك والطيران في رحلة شخصية سهلة وسريعة".
وتعمل الشركة بشكل مكثف مع إدارة النقل الأميركية للحصول على تراخيص يتمكن بموجبها المستخدم من الطيران من خلال هذا النموذج، خصوصاً أن الشركة تخطط لطرح المنتج في أواخر العام 2017 في الأسواق.
وحتى الساعة، لم يتم الكشف عن كلفة هذا النموذج أو عن وسائل السلامة الموجودة فيه، إلا أن الأكيد أن المستخدم لن يحتاج إلى رخصة طيران لاستعمال هذه الآلة. ما يجعلها متاحة لجميع الأشخاص الذين يستطيعون تحمل كلفتها.
ويشهد هذا القطاع منافسة هائلة من شركات ضخمة، إضافة إلى الشركات الناشئة. إذ سبق لشركات، منها أوبر وإيرباص، أن أعلنت عن نماذج أولية لسيارات طائرة تعمل على تطبيقها، إضافة إلى أن حكومة دبي تعمل بالتعاون مع الشركة الصينية إي هانغ على إطلاق تاكسي طائر آلي القيادة بحلول تموز 2017.
واللافت أن هناك شركة ناشئة سلوفاكية قد أطلقت نموذجها للسيارات الطائرة، وهي جاهزة للعمل. وتقول شركة آيروموبيل إن نموذجها يُعتبر سيارة بشكل رئيسي، ويمكنه التحول إلى وضعية الطيران في أقل من 3 دقائق. وتستطيع الوصول إلى سرعة 160 كيلومتراً في الساعة عندما تُستعمل كسيارة، إلا أن سرعتها تصل إلى 360 كيلومتراً في الساعة في وضعية الطيران، ويُمكنها قطع نحو 700 كيلومتر.
ويصل سعر هذه السيارة، التي عُرضت في مؤتمر موناكو للمحركات، إلى 1.3 مليون دولار، وتم انتاج 500 وحدة منها فقط. وسيتم تسليم الطلبات الأولية في العام 2020. لكن للحصول على هذه السيارة الطائرة، يجب الحصول على رخصة طيران. وبدأت الشركة بطرح منتجها في الأسواق الأوروبية، وسيتم طرحها أيضاً في الأسواق الأميركية في فترة لاحقة، إضافة إلى الأسواق الصينية.