البازارات تنتشر في دمشق: منافسة المتاجر برأسمال صغير

رولا عطار
الأربعاء   2017/02/08
الإقبال على البازارات لكونها توفر كل أنواع السلع (Getty)
تنتشر في الآونة الأخيرة في سوريا "موضة" البازارات، إذ يشترك عدد من الأشخاص في استئجار قاعة في أحد الفنادق أو محلاً، وينظّمون بازاراً يعرضون فيه منتجات بأسعار منافسة. ويترافق ذلك مع عرض البضائع المختلفة في مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتم من خلالها عمليات بيع وشراء. وغالباً ما تنشط حركة البازارات في مواسم الأعياد والمناسبات المختلفة، التي تشكل فرصة للتسوق. في حين توجه البعض الآخر لجعل فكرة البازار مستمرة طيلة العام عبر تأمين محل تجاري وتأجير طاولات في هذا المحل لعدد من الأشخاص وبكلفة محددة.


تقول سارة، وهي تشترك في البازارات وتبيع بضائعها بعد عرضها على صفحة خاصة بها على موقع فايسبوك: "الظروف لا تسمح لي بامتلاك محل لبيع الثياب. فافتتاح محل يتطلب مصاريف عالية. ولاحظت أن هناك رواجاً لفكرة البازارات، وهناك إقبال من الناس عليها أكثر من الأسواق العادية كون البازارات توفر كل أنواع السلع (الألبسة والمنظفات والأكل والهدايا) بأسعار مقبولة".

تضيف: "ما شجعني على ذلك، هو أن بدل استئجار الطاولة في البازار رخيص، ولا يترتب علي دفع أي نفقات أخرى مثل أجرة محل بالكامل أو دفع فواتير. وهذا ما يجعل سعر أي قطعة أرخص فيما لو تم شراؤها من أي محل آخر في السوق ويمكن تحقيق نسبة ربح لا بأس بها".

تحولت البازارات لدى البعض إلى مصادر للدخل. وهذا ما تؤكده غادة، التي توجهت نحو هذه الفكرة بقصد "مساعدة زوجي كون متطلبات المعيشة في هذه الفترة أصبحت كبيرة". وقد بدأت "بعرض ثياب الأطفال كوني على تواصل مع أحد أصحاب المعامل. ولقيت البضائع قبولاً. وأغلب الفئات التي تشتري هي من الموظفين، إذ تنشط حركة البيع لدي مع بداية كل شهر. وما ساعدني هو اشتراكي في أحد الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي، والتي تضم عدداً كبيراً من المشتركات".

أما سعيد، وهو واحد ممن توجهوا نحو المشاركة في البازار في وسط العاصمة دمشق، فيقول إن "فكرة البازار تساعد على التخفيف من تكلفة الايجارات العالية. فالمحال تستلزم رأسمالاً كبيراً وعملاً وديكورات، بينما المشاركة في البازار لا تتطلب أكثر من طاولة قيمة أجرها 6000 ليرة سورية. ومن ايجارات الطاولات يتم تأمين ايجار المحل. وهكذا تنخفض أسعار معروضاتنا. فالسعر هو العامل الأكبر الذي جعل هذه الفكرة تلقى رواجاً. كما أنها لا تحتاج إلى خبرة في التسويق. وقد توجهت إلى هذا العمل بعدما خسرت جزءاً من عملي الأساسي كصناعي".

ويكشف سعيد أن الفارق بين هذا العمل والتجارة التقليدية، هو أنه في البازارات يتحمّل الزبون أي إضافات على التكلفة. فمثلاً، المبالغ التي نسددها للحواجز أثناء نقل البضائع نضيفها إلى الأسعار، لكننا نحاول قدر الأمكان أن تكون الأسعار مناسبة للفئات كافة.