خطوات تُسهل بناء الشركات الناشئة

حسن يحيى
الأحد   2017/02/05
يجب أن تكون الشركة موجهة بشكل خاص إلى الأسواق اللبنانية

يطمح كثير من الشبان اللبنانيين للاستفادة من الثورة التكنولوجية المدعومة اقتصادياً بهدف انشاء مشروع خاص بهم يُعنى بحل مشكلاتهم الأساسية.

ولعل الدعم الذي يقدمه مصرف لبنان عبر التعميم 331، الذي يهدف إلى تأمين الأموال اللازمة للاستثمار في المؤسسات التكنولوجية، من أبرز الأسباب التي قد تدفع الشباب إلى دخول هذا المضمار، رغم خطورته التي لاتزال غير واضحة المعالم محلياً.

لكن نقطة البداية لاتزال مجهولة بالنسبة إلى الشباب، إذ نحتاج اليوم إلى كتيب ارشادات يوضح المسار الذي يجب سلوكه بهدف الاستفادة من هذه الشروط وبناء مشروع ناجح قد يخدم الاقتصاد المحلي، ويحسن نوعية الحياة الخاصة بالشباب.

وتقول غراسيا سويد، مسؤولة التسويق في شركة سبيد لتسريع الأعمال، التي تستفيد من التعميم مسبق الذكر، إن النظام البيئي التكنولوجي اللبناني يمر بثلاث مراحل رئيسية. إذ تتطلب المرحلة الأولى إيجاد الفكرة الملائمة التي يجب أن تسهم في حل مشكلة معينة، كشرط لنجاح المشروع، من دون الحاجة إلى أن تكون منفذة على أرض الواقع.

وبمجرد امتلاك الفكرة، يصبح صاحب المشروع ملزماً بتحضير فريقه الذي سيعمل على تنفيذها، إن لجهة الأمور التقنية أو عمليات التسويق والانتاج. ولعل الفريق هو العامل الأبرز في انجاح أي مشروع أو افشاله، إذ يفترض بهذا الفريق أن يكون متخصصاً بما يقوم به، إضافة إلى وجود انسجام بين أعضائه، لكي لا يُحكم على المشروع بالفشل لجهة عدم التوافق على الرؤية المستقبلية للشركة.

وبعد تأمين الفريق، يُمكن البدء بالحصول على الارشادات المتوافرة في السوق اللبنانية، إذ تقدم مؤسسات عدة على مراحل مختلفة خدمات استشارية، بالإضافة إلى مؤتمرات تساعد في توضيح الرؤية المستقبلية للشركة الناشئة على غرار شركة آلت سيتي.

وفور الانتهاء من المرحلة الأولى يمكن التوجه إلى المرحلة الثانية، التي غالباً ما تكون في سبيد أو شركات مشابهة، إذ تُقدم هذه الشركة مبلغاً يصل إلى 30 ألف دولار أميركي، بالإضافة إلى تأمين مكتب خاص بالشركة الناشئة يُساعدها على العمل في بيئة تتوافر فيها البنية التحتية كالانترنت والكهرباء، والخبرات المكتسبة من خلال الاحتكاك بشركات ناشئة مشابهة.

إلى ما سبق، تؤمن الشركة الاستشاريين الذين سيعملون مع الشركة الناشئة. وهؤلاء سيساعدون على تشذيب الأفكار والطرق المستعملة في الشركة الناشئة بهدف الوصول الأسرع إلى السوق وتحقيق الأرباح. وهو بطبيعة الحال هدف أي شركة.

ومن المؤكد أن سبيد ليست منظمة إنسانية لا تهدف إلى الربح، بل تعمد الشركة مقابل هذه الخدمات إلى الحصول على نسبة من أسهم الشركة تصل إلى 10%. ولا تُعتبر هذه النسبة ضخمة نظراً إلى أن الشركة لا تطلب رد الأموال التي دُفعت أولاً، بل يُنظر إلى هذه الأموال بوصفها استثماراً فاشلاً في حال فشلت الشركة، واستثماراً ناجحاً جداً في حال وصلت الشركة إلى السوق اللبنانية والعالمية.

وعملت الشركة على أكثر من 13 شركة ناشئة حتى اليوم، ولم تسجل سوى عملية فشل واحدة، قررت الإغلاق بسبب مشكلات "عميقة" بين الفريق حول الرؤية المستقبلية للشركة.

وتعمل سبيد على وصل الشركات الناشئة بالمستثمرين اللبنانيين على وجه الخصوص، من خلال شبكة من المعارف والمهتمين بالقطاع التكنولوجي. ما يفتح آفاقاً واسعة أمام الشركات للتطور والاستمرار.

ولعل الشرط الأبرز للاستفادة من هذه التقديمات، هو أن تكون الشركة موجهة بشكل خاص إلى الأسواق اللبنانية. أما في حال كانت الشركة تهدف إلى الوصول إلى الأسواق العالمية بشكل أساسي، فإنها تستطيع دخول برنامج آخر يساعدها في تحقيق هذه الغاية.

ويُعتبر مركز "UK tech hub" من المراكز الرئيسة التي قد تساعد الشركات للوصول إلى الأسواق العالمية، خصوصاً إلى أسواق أوروبا والمملكة المتحدة. إذ يعمل هذا المركز بالتعاون مع الحكومة البريطانية على فتح الأسواق أمام الشركات الناشئة التي تهدف إلى الوصول إلى هذه الأسواق.