ما حقيقة الحجوزات خلال الأعياد؟

عزة الحاج حسن
الجمعة   2017/12/08
الحجوزات التي ألغيت خلال أزمة استقالة الحريري عادت بأعداد كبيرة (Getty)
من يرصد أرقام حجوزات الطيران والفنادق في لبنان خلال شهر تشرين الثاني وتحديداً في  الأيام التي تلت إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته من الرياض في 4 تشرين الثاني، يخال للوهلة الأولى أن موسم الأعياد في لبنان سيسجل ضعفاً قد يصل إلى حدود التعطيل. ولكن، بعد عودة الحريري عن استقالته وخروج الحكومة ببيان توافقي انعكسا هدوءاً على الوضع السياسي في البلد، عادت حركة المطار والحجوزات إلى نشاطها وبأرقام تجاوزت التوقعات، فما هي حقيقة أرقام الحجوزات في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة؟ وهل فعلاً فاقت نسبة الحجوزات التي ألغيت خلال الأزمة؟

ألغيت نسبة لا تقل عن 40% من حجوزات الطيران في فترة الخمسة عشر يوماً التي تلت استقالة الحريري في 4 تشرين الثاني، وفق نائب رئيس مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يوسف طنوس في حديث إلى "المدن". ولكن، بعد التوافق الحكومي على قرار النأي بالنفس وعودة الحريري عن استقالته عادت نسب حجوزات الطيران إلى الارتفاع وبنسب فاقت تلك التي سجلت قبل الأزمة.

وبالأرقام فإن شركة طيران الشرق الاوسط ستسير 70 رحلة إضافية بين 20 كانون الأول حتى 11 كانون الثاني، وستشمل الدوحة والقاهرة وجدة والرياض ولارنكا وابيدجيان، أما بالنسبة للرحلات المقبلة من باريس، فالحجوزات على متن الطائرات ما بين 9 كانون الاول و25 منه شبه مكتملة على الدرجة السياحية، مع وجود بعض الأماكن الشاغرة حتى اللحظة على درجة رجال الاعمال. كما أن الطائرات الآتية من دول الخليج، دبي تحديداً، محجوزة بالكامل يومي 22 و23 كانون الأول والطائرات من افريقيا محجوزة بالكامل من 19 حتى 26 الحالي.

أرقام الحجوزات تلك أيؤكدها الامين العام لنقابة اصحاب الفنادق وديع كنعان الذي يتوقع أن يتجاوز عدد الآتين إلى لبنان المليون و900 ألف سائح حتى نهاية العام 2017، بالمقارنة مع تسجيل مليون و680 الف زائراً خلال العام الماضي باستثناء اللبنانيين المغتربين والسوريين والفلسطينيين.

وتأكيداً على ارتفاع نسب الآتين من الأجانب والمغتربين اللبنانيين تزامناً مع موسم الأعياد، يلفت طنوس إلى أحد المؤشرات الدامغة وهي اكتمال حجوزات الطيران للخروج من لبنان خلال أيام 5 و6 و7 من شهر كانون الثاني. ما يعني، وفق طنوس، أن كل تلك الأعداد دخلت لبنان لتمضية فترة الأعياد حصراً.

أما بالنسبة إلى الحجوزات الفندقية، فالأمر يختلف نوعاً ما في القطاع الفندقي عن سواه من القطاعات الموسمية إذ إن عودة نهوضه عقب الأزمة كانت سريعة جداً ونسب الحجوزات في فنادق بيروت والمناطق سرعان ما عادت الى مستواها قبل الأزمة الحكومية الأخيرة، وفق حديث نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ"المدن" ولكن مدد الحجوزات لا تتجاوز 5 أيام في حين أن الحجوزات التي كانت تشهدها الفنادق اللبنانية في سنوات الإزدهار (2009 و2010) تراوح بين 12 و15 يوماً وهو ما يشكل فارقاً كبيراً من حيث الإشغال بالنسبة إلى القطاع.

وعن نسبة تحسن الإشغال الفندقي بالمقارنة مع العام الماضي كشف كنعان عن تحسن الإشغال بنسبة 11%، لافتاً إلى أن نسبة الاشغال العام الماضي في الفنادق القريبة من مراكز التزلج تعدت 90% ووصلت في بعض الفنادق إلى 100% لأن موسم الثلج حل باكراً على غرار توقعات هذا العام، وقد ناهزت نسبة الاشغال 80% في فنادق بيروت، بينما سجلت فنادق المدن السياحية، جونية مثلاً، 70%، فيما راوحت النسبة في فنادق الوسط والجبل حيث لا تزلج بين 35 و50%.