"سماركي": وداعاً يا قفل

حسن يحيى
الثلاثاء   2016/09/27
لا يتطلب تركيب المفتاح الذكي وقتاً طويلاً (المدن)

في العام 2008، انطلقت شركة "آر بي أن بي" المتخصصة بتأجير المنازل أو أجزاء منها لفترة معينة، وقد اعتمدت على تطبيق يربط بين من المالك والزبون.

ونظراً للنجاح الذي حققته الشركة في السنوات الماضية، إذ انتشرت في 34 ألف مدينة حول العالم في أكثر من 191 بلداً، نشأت مجموعة من الشركات التي تتغذى على نجاح هذه الشركة وتعمل من خلالها.

ورغم النجاجات التي حققتها الشركة، إلا أن هناك كثيراً من المشكلات التي ظهرت عالمياً وفي الفضاء الالكتروني، من خلال مواقع خصصت للحديث عن مشكلات "آر بي أن بي".

ولعل المشكلة الأبرز التي تكمن في استعمال هذا التطبيق تتمثل في عملية تسليم المفاتيح، إذ يؤكد شارلي بو سعيد وهو أحد مؤسسي "سماركي" في حديث إلى "المدن" أن هناك مئات بل آلاف الشكاوى المتعلقة بالمفاتيح ترد إلى موقع الشركة والمواقع المرتبطة. كأن يفقد أحد المستأجرين مفتاحه، أو يُنسخ مفتاحٌ بهدف السرقة، أو حتى مشكلات تتعلق بالتأخير في عملية تسليم المفتاح.

وبهدف تجاوز هذه المشكلات، بدأت "سماركي" المرتبطة بشركة "آر بي أن بي" والشركات التي تعمل في مجال الربط بين المؤجر والمستأجر، وصمم بو سعيد وهادي عبد النور وبسام بيدس، مجموعة من المنتجات، منها "سماركي" الذي يتألف من جهاز يوضع مكان أسطوانة قفل الباب القديم، موصول بالهاتف الذكي من خلال تطبيق هاتفي يُمكّن المستخدم من التحكم بعملية إغلاق أو فتح الباب من دون الحاجة إلى وجوده شخصياً.

واللافت في هذا المنتج، أنه لا يتطلب عملية معقدة للتركيب، ولا يتطلب تمديدات كهربائية ضخمة على غرار الأجهزة الذكية التي تُدمج في المنزل.

ولعل مسألة الأمان من أهم المسائل التي تعيق إدخال منتجات مشابهة إلى المنزل، ولكن بو سعيد أكد أن منتجه آمن أكثر من قفل المنزل العادي من ثلاث نواح، هي:

الأسطوانة الموجودة في المنتج تُعد أكثر أماناً من أي أسطوانة مشابهة موجودة في السوق.
عملية الدخول إلى المنزل من خلال الهاتف تتطلب إدخال رمز أمان معدّ مسبقاً، أو استعمال بصمة الاصبع الموجودة في معظم الهواتف الذكية الحديثة.
وأخيراً، من ناحية التواصل بين الجهاز والتطبيق ومخاوف الاختراق، فإن الشركة تستعمل خوارزميات مستعملة من البحرية الأميركية والبنوك العالمية. ما يجعل عملية الاختراق أشبه بالمستحيلة.

ونظراً إلى "ضعف" شركة "آر بي أن بي" في لبنان والشرق الأوسط، قررت الشركة توسيع أسواقها لدخول الاسواق الأوروبية والأميركية، مستفيدة بذلك من دعم "Uk lebanon tech hub" الذي يقدم دعماً لتسريع الأعمال وتعريف الشركات على متطلبات الأسواق الأوروبية ومستثمرين عالميين.

أما بالنسبة إلى التمويل، فإن معظمه من بعض المستثمرين الصغار والتمويل الخاص، مع الاستفادة من قروض "كفالات"، ليصل المبلغ النهائي حتى اليوم إلى أكثر من 100 ألف دولار. ولكن هذه الكلفة سترتفع إلى 300 ألف في الأشهر الثلاثة المقبلة نظراً إلى وجود كلفة تصنيع كبيرة على عكس الشركات التي تقوم على مبدأ تقني بحت.

ويلفت بو سعيد إلى أن هذا المبلغ يعتبر ضئيلاً بالنسبة إلى شركات لديها منتجات ملموسة وليست محصورة بالجانب التقني، إذ ترفع عملية التصنيع والاختبارات من الكلفة بشكل حتمي.

ويتوقع بو سعيد أن تبدأ الشركة حصد الارباح بعد أربع سنوات، خصوصاً أن الشركة لا تزال في طور الاقلاع والتجربة.

ومن المؤكد أن مشروعاً كهذا ينتظره مستقبل باهر، خصوصاً أنه يعمل في فلك شركات على غرار "آر بي أن بي" التي من المتوقع أن تشهد مزيداً من النجاح والانتشار. ما ينعكس ايجابياً على "سماركي".

ويشير بو سعيد إلى أنه في العام 2015 فقط استطاعت شركة "آر بي أن بي" فقط توفير 7 ملايين مساحة للإيجار، ومن المتوقع أن تصل إلى 10 ملايين مساحة خلال نهاية العام الحالي، وهو رقم مرتفع جداً ويُشكل سوقاً واعدة للشركة اللبنانية.